أكد وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو السبت أن تركيا لا تزال تعتمد "سياسة الحدود المفتوحة" أمام اللاجئين السوريين، من دون تحديد موعد للسماح لآلاف السوريين العالقين على معبر حدودي مع تركيا بالدخول إلى بلاده. وقال جاوش أوغلو لدى خروجه من اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في أمستردام "ما زلنا متمسكين بسياسة الحدود المفتوحة للأشخاص الفارين من عدوان النظام (السوري) والضربات الروسية". وأكد الوزير التركي "لقد استقبلنا خمسة آلاف، وهناك نحو 50 أو 55 ألفا آخرين في طريقهم إلى الحدود. لا يمكن أن نتركهم وحدهم هناك لأن الغارات الروسية متواصلة، وقوات النظام مدعومة من قبل الميليشيات الشيعية الإيرانية تهاجم المدنيين أيضا". واتهم جاوش أوغلو النظام السوري باستهداف "المدارس والمستشفيات والمدنيين". ينتظر آلاف السوريين، وغالبيتهم من النساء والأطفال، في العراء والبرد من أجل الدخول إلى تركيا التي لا تزال تغلق حدودها أمامهم، وذلك بعد فرارهم من ريف حلب الشمالي إثر هجوم لقوات النظام قبل أيام. وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن إن "الأوضاع التي يواجهها النازحون كارثية"، مضيفا "تنام عائلات بالكامل منذ أيام عدة في البرد في الحقول أو الخيام، وليس هناك أي منظمة دولية لمساعدتهم، بل يساعدون بعضهم البعض". وأفادت مراسلة وكالة الأنباء الفرنسية أن المعبر الحدودي التركي أونجو بينار كان لا يزال مغلقا السبت أمام آلاف اللاجئين السوريين الهاربين من منطقة حلب، إثر تقدم قوات النظام في هذه المنطقة بدعم من الطيران العسكري الروسي. وقامت السلطات التركية ابتداء من الجمعة بنصب خيم جديدة في مخيم قائم على مقربة من المعبر الحدودي لمواجهة هذا التدفق الكبير للاجئين السوريين باتجاه الأراضي التركية. وسمحت السلطات التركية لمنظمة "إي إتش إتش" غير الحكومية الإسلامية بعبور الحدود لتقديم الماء والغذاء والأغطية للاجئين السوريين المتجمعين في باب السلامة. وأفادت المراسلة بأن ثماني شاحنات تابعة لهذه المنظمة نقلت مساعدات السبت إلى اللاجئين السوريين. ونقلت الصحافة التركية أيضا السبت أن الوكالة التركية المكلفة التعامل مع الحالات الطارئة أعدت خطة عاجلة لاستقبال اللاجئين. وانتهز مسؤولون أوروبيون وجود وزير الخارجية التركي في اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في أمستردام لتذكير تركيا بالتزامانها الدولية، وخصوصا اتفاقية جنيف. وقال مفوض التوسع في الاتحاد الاوروبي يوهانس هان صباح السبت "إن اتفاقية جنيف التي تقضي باستقبال اللاجئين لا تزال قائمة". لكن جاوش أوغلو تحفظ عن إعطاء أي تفاصيل حيال موعد قيام تركيا بفتح حدودها، فيما تفيد آخر الأرقام التي قدمتها الأممالمتحدة الجمعة أن نحو عشرين ألف شخص يتجمعون قبالة معبر أونجو بينار المقابل لبلدة باب السلامة السورية. وجاء كلام المسؤول الأوروبي ردا على سؤال صحفي حول قيام تركيا بإقفال معبر أونجو بينار (المعروف بباب السلامة على الجانب السوري) في جنوب مدينة كيليس التركية بوجه اللاجئين السوريين. كما اقفلت كل المعابر بين البلدين.