أمر الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد البحريني جميع قوات الأمن بالانسحاب الفوري من مناطق التجمع، وإلى الموجودين في هذه المناطق بالمغادرة لتفادي الاصطدام بين قوات الأمن والمتجمهرين، وذلك انطلاقًا من المبادرة التي أطلقها لضبط النفس والتهدئة، والبدء في مرحلة جديدة من العمل الوطني، تشارك فيها كل الأطراف، بغية تجاوز الوضع الراهن، والعمل يدًا بيد للحفاظ على مصلحة الوطن ومكتسباته، التي ساهم فيها أبناء المملكة كافة، و"للتأكيد على وحدتنا ولحمتنا الوطنية". فور انسحاب الجيش ورجال الشرطة من الموقع، توافد مئات المتظاهرين إلى دوار اللؤلؤة مرة أخرى، وأعادوا تجمعهم بعد يومين من المواجهات مع رجال الشرطة ومن سقوط قتلى في صفوف المتظاهرين وإصابات بين الجانبين. وفي كلمة وجّهها للشعب، أشاد ولي العهد نائب القائد الأعلى بجميع الحكماء والعقلاء الذين دعوا ولبّوا النداء للتهدئة وحفظ الأمن واللحمة الوطنية، معلنًا عن بدء مرحلة جديدة، يتم فيها البحث في كل قضايا الوطن بكل صدق وأمانة. وقال إن التهدئة مطلوبة في هذا الوقت لتمكين الأطراف كافة من طرح آرائهم وقضاياهم بصورة مسئولة ومنتجة، مضيفًا إن "الأمور بدأت تعود إلى شكلها الطبيعي".
وشدد على أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار خوفًا من الفتنة وتأزم الموقف، مؤكداً أنه كلما استطعنا أن نجعل الهدوء نهجًا لنا استطعنا التوصل بشكل أقرب إلى هدفنا.
ودعا المواطنين إلى التكاتف والتعاون والتواصل مع كل القوى السياسية في البلد، مؤكدًا حرص الملك، وهو الموجه الدائم لجعل البحرين واحة من التآلف والأمن والآمان، مناشداً جميع المواطنين إلى العمل على تهدئة الأوضاع كي يتسنى للكل المشاركة في يوم حداد وطني على ما فقدناه من أبناء. دعم مجلس التعاون من جانبه نوّه عبدالرحمن بن حمد العطية، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالقرار الملكي لملك البحرين بتكليف ولي عهده، بإجراء حوار وطني جاد وبناء مع الأطراف كافة، لتحقيق الآمال والتطلعات التي يصبو إليها مواطنو مملكة البحرين، معرباً عن ثقته في أن يعيد الحوار الوطني الوئام والطمأنينة إلى البحرين، لتتواصل مسيرة التنمية والرخاء في ظل المشروع الإصلاحي للملك. العطية جدد في تصريح لوكالة أنباء البحرين التأكيد على دعم دول مجلس التعاون الكامل للمملكة، مستذكراً في هذا الشأن بيان المجلس الوزاري في دورته الاستثنائية الأخيرة، التي عقدت في البحرين يوم 17 فبراير/شباط الجاري، والذي أكد على عدم قبول تدخل أي طرف خارجي في شؤون مملكة البحرين، وأن الإخلال بأمنها واستقرارها يعد انتهاكا خطراً لأمن كل دول مجلس التعاون واشتقرارها، انطلاقًا من مبدأ الأمن الجماعي المتكامل والمتكافل، وأن أمن واستقرار دول مجلس التعاون كل لا يتجزأ.
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون عن ثقته التامة بقدرة مملكة البحرين على تجاوز الظروف الطارئة بفضل حكمة القيادة والتفاف أهل البحرين الأوفياء.
في ختام تصريحه توجه الأمين العام لمجلس التعاون إلى الله بأن يحفظ مملكة البحرين وشعبها العزيز من كل سوء، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار. من جهة أخرى، صرح مصدر مسؤول في الخدمات الطبية الملكية لقوة دفاع البحرين، أن المستشفى العسكري قد إستقبل عدداً من الإصابات من قوات الأمن العام لوزارة الداخلية، والمدنيين في الأيام الثلاثة الأخيرة وأنه لم تكن هناك أي وفيات بينهم، وما زال في المستشفى العسكري 5 حالات من رجال الأمن العام، وهم في حالة مستقرة.