تركزت أشغال اللقاء الدولي حول "الدور العائلية القروية"، الذي انطلق اليوم الخميس بالمحمدية، على جودة الحياة الجمعوية وتنمية الفلاحة العائلية وعلى الإدماج السوسيو مهني للشباب بالوسط القروي. ويأتي هذا اللقاء، الذي ينظمه الاتحاد الوطني للدور العائلية القروية بفرنسا بشراكة مع الاتحاد الوطني للدور العائلية القروية بالمغرب بمشاركة نحو 17 اتحادا مماثلا من بلدان القارات الخمس، في أعقاب اللقاء الذي احتضنته مونبوليي (فرنسا) في 2013 حول موضوع "الفلاحة العائلية". ويندرج هذا اللقاء الدولي في إطار برنامج الاتحاد الرامي إلى تقوية التضامن الدولي بين أعضائه وتبادل الخبرات والتجارب بشأن طرق مواجهة الإشكاليات المشتركة في مجال اشتغال الدور العائلية القروية. وأوضح المنظمون في اليوم الأول للقاء، الذي يستمر إلى غاية السبت القادم، أن الاهتمام سينصب أساسا في هذا اللقاء على تجويد الحياة الجمعوية للدور العائلية القروية باعتبارها إشكالية مطروحة على الصعيد العالمي سواء داخل الفدراليات أو الاتحادات الوطنية وباعتبارها عاملا حاسما في تطور هذه الإطارات وفي استقلالها الذاتي وفي الحكامة خاصة في ما يتعلق بالتكوين المهني للشباب والبالغين والذين سيكونون مطالبين باتخاذ القرار في جمعياتهم. وأكدت بشرى الشرفي، عن مديرية التعليم والتكوين والبحث بوزارة الفلاحة، على إيجابية عقد هذا اللقاء بالمغرب الذي يتوفر على سياسة فلاحية مدعومة ب" مخطط المغرب الأخضر" يعكس تنوعه الفلاحي، مشيرين إلى أن تكوينا مدعوما بسياسة فلاحية حقيقية يجد مكانه كاملا في المغرب. وشددت، في الكلمة التي ألقتها بالمناسبة، على أن جهاز التكوين المهني الفلاحي مدعو اليوم إلى إدخال إصلاحات من أجل الاستجابة لرهانات الظرفية الحالية، منها أساسا ضرورة تلبية حاجيات القطاع الفلاحي من الكفاءات وضرورة تلبية الطلب المتزايد على التكوين في العالم القروي عموما والفلاحي على وجه الخصوص ، حيث ترتفع نسبة الأمية والانقطاع عن الدراسة. وأبرزت، في هذا الصدد، الدور الذي تلعبه الدور العائلية الفلاحية سواء من حيث التكوين أو تحديث القطاع أو تربية الشباب وإعادة إدماجه، وكذا مواضيع هذا اللقاء التي تصب مباشرة في الانشغالات الحالية لسياسة التكوين الفلاحي مما سيؤدي إلى إصدار توصيات تستجيب لمختلف المطالب المرتبطة بهذا القطاع. ومن جانبها، نوهت زينب الخطاب، رئيسة اتحاد جمعيات الدور العائلية القروية، بالمجهودات الرامية إلى إدماج الاتحادات الوطنية في برامج مواكبة التنمية وبأهمية هذه اللقاءات الدولية التي تتيح تقاسم المعرفة. واقترحت، في هذا الصدد، عددا من النقاط بهدف تجاوز المصاعب القائمة، ومنها على الخصوص إنشاء إطار مؤسساتي يضمن استمرارية المشروع ويعكس دوره في ميدان التربية والتكوين في العالم القروي والرفع من قيمة الدعم الممنوح الخاص ب"التعلم" والتشجيع على خلق المزيد من الدور العائلية القروية والمساهمة المالية من أجل إقامة مشاريع الشباب جماعية أو فردية وفتح أسلاك جديدة لتكوين تقنيين متخصصين. وتطرق عمر أوبحو، عن التكوين المهني، إلى التعاون القائم بين إدارته والدور العائلية القروية في مجال تعلم مهن الفلاحة وحاليا مهن الفندقة والسياحة في الوسط القروي. وأوضح بنفس المناسبة ان هذه الدور التي تم توقيع اتفاقيات معها تعد ترجمة فعلية للالتزام المشترك في تنمية تكوين الشباب القروي الباحث عن التأهيل في مهن الفلاحة والسياحة والفندقة والاندماج في الحياة العملية عموما،، مشيرا أيضا إلى تجربة الاتحاد تلوطني للدور العائلية ااقروية في تكوين 1800 شاب منذ 2008 في الميدان الفلاحي. وتتواصل أشغال هذا اللقاء بمناقشة عدد من المحاور منها "ماذا يعني لكل فرد أن يكون إداريا في اتحاد أو في فدرالية للدور العائلية القروية" و"كيفية تجاوز المصالح الشخصية ومصالح دور العائلة القروية للانتقال إلى مستوى الاتحاد الفدرالي" بالإضافة إلى محاور أخرى ذات العلاقة وزيارة ميدانية إلى دور عائلية قروية بسيدي سعيد. وتشارك في هذا اللقاء اتحادات وطنية للدور القروية من فرنسا وبنين والسينغال والمغرب وبوركينا فاسو والكاميرون والطوغو ومالي وتشاد والكمبودج ومدغشقر وكولومبيا وجزر موريس وجزر القمر بالإضافة إلى ثلاثة اتحادات من البرازيل. ويعمل الاتحاد الوطني للدور العائلية القروية للتربية والتوجيه (فرنسا) منذ 60 عاما على مواكبة تنمية العالم القروي من خلال الدور العائلية وخلق شراكات بينها، فيما يعد الاتحاد الوطني للدور العائلية القروية (المغرب) الذي تأسس في 2002 ، من جهته، شبكة مرافقة لفاعل الغد وأداة بيد العائلات والمهنيين من أجل تربية الشباب القروي وتكوينه وتوجيهه من أجل إعطائه فرصة أخرى لإدماج ناجح.