فرض الجهاز العسكري في بوليساريو حظر التجول ليلا مع منع التجمع لأكثر من ثلاثة أشخاص، داخل مخيمات المحتجزين بتندوف فوق التراب الجزائري، تخوفا من انتقال شرارة الاحتجاج الجماهيري، التي تعرفها تونس وبعض ولايات الجزائر، احتجاجا على الإقصاء الاجتماعي والقمع والتهميش. وقال مصدر قيادي في تيار "خط الشهيد"، المعارض لقيادة بوليساريو، من داخل مخيمات المحتجزين، رفض ذكر اسمه، في اتصال مع "المغربية"، إن هذه القيادة طبقت خطة أمنية خانقة على سكان المخيمات، وأعطت تعليمات صارمة لمليشياتها المسلحة لاعتقال كل صحراوي يوجد بجانب صهاريج الوقود، أو يريد التزود بالوقود دون مبرر، مشيرا إلى أنه يوجد في داخل مخيمات تندوف أكثر من 70 صهريجا للمحروقات مرخص لها، وتعود ملكيتها لأسماء قيادية في بوليساريو. وأوضح القيادي أن الإنزال الأمني الجديد جاء تحسبا لانتفاضة محتملة للمحتجزين الصحراويين، الذين ملوا سياسة الانتظار والعيش داخل خيام لا تتوفر على أبسط شروط العيش الكريم، مشيرا إلى أن أغلب الشباب الصحراوي أصبحوا أكثر شجاعة للثورة على القيادة الحالية لبوليساريو، خصوصا بعد نجاح التجربة التونسية واندلاع شرارة الاحتجاج الشبابي في أغلب ولايات الجزائر. وأعلن القيادي ذاته أن عبد العزيز المراكشي، الذي "يدعي أنه يمثل الصحراويين ويفاوض باسمهم، بعيد كل البعد عن المحتجزين ومعاناتهم اليومية"، وأن من يحيطون به يقدمون له تقارير مغلوطة، و"يقيمون له التطورات الداخلية والخارجية من منطلق نظرتهم لها، ولا يسمعونه إلا ما يريد سماعه من انتصارات وإنجازات مزعومة". وأضاف القيادي في تيار "خط الشهيد"، المعارض للمراكشي، أن إعادة توزيع الكعكة السياسية "بين من نصبوا أنفسهم أوصياء على الصحراويين لن ينفعهم هذه المرة لإخماد نار الاحتجاجات الشعبية". وقال إن "أي انتفاضة مستقبلية في مخيمات تندوف ستستحيل السيطرة عليها، لأنها ستكون ثورة شعبية عفوية بعيدة عن الاستثمار السياسي"، مبرزا أن "ما وقع في تونس درس بليغ لعائلات القياديين المحتكرين، بصورة سرية، لما تجود به المنظمات الإنسانية من صدقات للمحتجزين، التي يجري تحويلها، بعد إخضاعها لعملية غسيل الأموال، إلى مشاريع عقارية وحظائر للسيارات". وكشف أكثر من قيادي أن من يريد أن يرى حجم الاستثمارات السرية لقيادة بوليساريو الحالية، عليه التوجه إلى المنطقة الجنوبية للرابوني، حيث سيرى الانتشار الواسع للضيعات الفلاحية فوق الأراضي الجزائرية، التي شيدت بأموال المساعدات الإنسانية، الممنوحة إلى المحتجزين الصحراويين في مخيمات تندوف.