إحسان الزكري التأم بمدينة الرباط يوم الثلاثاء الماضي حشد هائل من معطلي محضر 20 يوليوز المنضوين تحت لواء أربع تنسيقيات وذلك بهدف لفت انتباه مسؤولي الحكومة الحالية إلى أوضاعهم النفسية والمعنوية التي ازدادت تأزما بفعل التأخير الذي طال عملية إدماجهم . هذا وقد أعقب ذلك الإحتشاد عقد لقاء تواصلي بمقر ملحقة رئاسة الحكومة حضره كل من السيد عبد السلام البكاري المسؤول عن ملف المعطلين وممثلي التنسيقيات الأربع (الموحدة، الأولى ، الوطنية ،المرابطة) . وخلال ذلك اللقاء أحاط السيد البكاري الحضور علما أنه قدم تقريرا مستفيضا للسيد جامع المعتصم مدير ديوان رئيس الحكومة تضمن مختلف المؤشرات الكمية والبيانات النوعية التي تخص ملف محضر 20 يوليوز،كما ذكرهم في هذا الشأن بأن أجرأة الملف المذكور لن تعرف طريقها نحو التفعيل إلا بعد المصادقة على القانون المالي في إطار لجنة تدبير ستشكل لذلك الغرض. ويبدو أن النتائج المنبثقة عن ذلك اللقاء لم تكن لتلامس تطلعات المعطلين المعنيين بمحضر 20 يوليوز الذين كانوا يمنون النفس في أن تكون الحكومة قد شرعت على الأقل في تدبير الأجرأة الإدارية لإدماجهم، وهو ما حدا بهم إلى النزول إلى ساحة البريد في اليوم الموالي للتعبير عن هواجسهم وانشغالاتهم حيث تناوب ممثلو التنسيقيات الأربع في هذا الإطار لتقييم حصيلة اللقاء المذكور ليتوجه الجميع بعد ذلك في شكل مسيرات نحو مقر الولاية وهم يرددون شعارات وهتافات تطالب بتفعيل الإلتزام الحكومي بإدماجهم ، ولم تكن لتمر تلك المسيرات دون وقوع أحداث ، حيث أن الإنزال المكثف لرجال الأمن الذين بادروا لتطويقها وحصارها بالتتبع والمواكبة من مختلف المسالك فضلا عن الإرهاق الذي عانى منه المشاركون في المسيرات السلمية المسؤولة أدى إلى حدوث حالات إغماء في صفوفهم لينتهي بهم المطاف قبالة البرلمان حيث تجمهروا لتلقى بعد ذلك كلمة وجهت أساسا للمسؤولين والتي انصب مضمونها على المطالبة بالتسريع بتفعيل مقتضيات محضر 20 يوليوز. ولنفس هذا الغرض ، يتوقع أن يعود المعطلون المنضوون تحت لواء التنسيقيات الأربع إلى شوارع الرباط يومي الثلاثاء والأربعاء28/29 فبراير الجاري . ويبدو أن سنة من الحراك والنضال التي صرفها هؤلاء المعطلون لم تنل من عزيمتهم ولم تفت في عضدهم ، حيث تنقلوا خلالها من محطة انتظارية إلى أخرى في أجواء من الترقب الممزوج مرة بإشارات الأمل وأخرى بمثبطات اليأس،. هكذا فمن بعد أن استبشروا بانتزاع محضر من الحكومة المنتهية ولايتها ينص على التزامها بشكل صريح وواضح بإدماجهم وذلك بتاريخ 20 يوليوز المنصرم، طلب من المعطلين المعنيين به أن ينتظروا حتى فاتح نونبر الفارط لتفعيل الأجرأة الإدارية لملفهم بناء على منطوق محضرهم ، فانتظروا ، وبعد أن حل التاريخ الموعود ، طلب منهم مرة أخرى انتظار إجراء استحقاقات 25 نونبر ففعلوا من بعد أن شاركوا بكثافة فيها استجابة لواجبهم الوطني ، ثم طلب منهم بعد ذلك تمديد فترة انتظارهم حتى تشكيل الحكومة فاستجابوا ليدخلوا في دوامة انتظار مرير سرعان ما قادهم إلى محطة انتظار أخرى تخص تشكيل الحكومة ،. بيد أن تلك المحطة لم تكن الأخيرة إذ وجدوا أنفسهم بعدها مرغمين على انتظار التصريح الحكومي الذي ساقهم إلى محطة انتظارية أخرى تتعلق بتنزيل القانون المالي ثم المصادقة عليه، وما يزالون حتى يومنا هذا أسرى ذلك الإنتظار الممل الذي لا يعلمون متى تطوى صفحات مسلسله المديد.. هكذا كتب على المعطلين المعنيين بمحضر 20 يوليوز أن يشقوا طريقا شائكا ومحفوفا بمختلف أشكال المعاناة والمكابدة من أجل انتزاع حقهم القاضي بتفعيل محضرهم.لكنهم رغم ذلك ما يزالون شعلة يزداد توهجها النضالي على مرالأيام وكر الليالي ، فهم قبل إدماج الدفعة الأولى من المعطلين في فاتح مارس من السنة الماضية ما فتئوا ينزلون إلى شوارع الرباط مكرهين تارة تحت لهيب الشمس الحارقة وطورا تحت سياط الأمطار الغزيرة ناهيك عن ضربات الهراوات العنيفة والإستنزافات المالية والتوترات النفسية الرهيبة ، يحدوهم في ذلك أمل في إحقاق حقهم المشروع في الإدماج المباشر بناء على محضر20 يوليوز . فهل ستتحرك حكومة بنكيران قريبا لإنصاف هذه الفئة من المعطلين التي تحظى بتعاطف مختلف مكونات المجتمع ؟