خلق الله هذا الكون ووضع فيها مخلوقات من أنواع مختلفة وأجناس مختلفة فكان منها النبات ومنها الحيوان ومنها البشر ومنها من الكائنات الدقيقة الكثير، وهناك ما زلنا نجهل من مخلوقاته عزوجل في هذا الكون . ولكن من اللافت للانتباه أنّ الوحيد من مخلوقاته الذي يحتاج إلى اللّباس هم البشر بحسب علمنا حتى الآن، وقد سمي البشر بشراً من مباشرة الجلد دون وجود الشعر والوبر والفرو عليها، وهذا من إلزامات اللغة العربية التي يبحث فيها عند مناقشة أي قضية من قضايا الإنسان، ولكن لم يترك الإنسان نفسه بغير غطاء ربما بأمر من الله وربما كان ذلك بسبب تأثره بالبيئة التي حوله على الأرض . وكان أوّل لباس اختاره لنفسه ما كان من ورق الشجر حيث كان من السهولة الحصول عليه، ثم بدأ بالحصول على الوبر والفرو من جلود الحيوانات ويرتديها بعد أن تعلم الصيد، ولكنه لم يتوقف عند هذا الحد بل تعلّمت الفتيات كيفية الغزل وبدأ بصناعة الملابس من الصوف الحيواني والقطن النباتي على مراحل متباعدة، وبدأ التطوير البشري في الغزل والنسيج على هذا المنوال حيث بدأ بصناعة الملابس التي تحمل ألوان وأصباغ مصدرها فلم يكن يهمّه التلوّن في ذلك، ثم تطوّر فأضاف الألوان لها بعد أن استطاع تسخير النبات واستخرج منه الصبغات فصبغ اللّباس . و تدرج الأمر حتى وصلنا إلى هذا العصر الذي انتشر فيها كل ما هو مستهلك وخاضع للإعادة بشكل سريع ليتمكن أصحاب المال من زيادة ثرواتهم وذلك بإنتاج منتوجات رديئة لا يمكن للإنسان المحافظة عليها فترة طويلة من الزمان إما بسبب إهترائها أو بسبب فقدانها لألوانها وأصباغها، وهذا الأمر يلاحظ في التفريق ما بين الملابس التي تنتج للطبقة الرفيعة من الناس والتي تحتوي على منتجات ومواد خام ممتازة وتلك التي تسمى البضائع الاستهلاكية التي تنتشر بين الناس بسبب أوضاعهم المالية الرديئة. هذا الأمر نقل عدد كبير من الهواة إلى البحث عن علاج لهذه المشكلة فكان من اقتراحاتهم للحصول على ثياب ذات لون لا يزال، أن قالوا بضرورة شراء تلك الملابس من بعض المحلات بلون أبيض فقط أو بلون مصدرها الأصلي ويتم صبغها في معامل ألوان متخصصة وتضاف لها صبغات متميزة وذات قوام كثيف لا يزال بالغسيل والاستعمال، ولكن هذا الاقتراح لا ينفع الكثيرين بسبب زيادة التكلفة في ذلك، ولكن هناك بعض المواد الكيميائية التي تعمل على تثبيت الألوان والتي يمكن الحصول عليها في بعض مستحضرات الغسيل جيدة الجودة والتي تصنع للغسيل اليدوي بشكل خاص والتي لا تحتوي على مواد كيميائية كثيرة تعمل على إزالة اللون بالغسيل، وفوق كل ذلك يوجد الطريقة التقليدية وتتمثل في غسل الملابس دون استخدام مساحيق الغسيل الكيميائية والإعتماد على الحركة الفيزيائية في التنظيف، ولكن ينصح دائماً باختيار ملابس ذات جودة ممتازة حين الشراء لتتلافى كل هذه الاجراءات من البداية.