يحصي الفلاحون في مناطق سوس ماسة، وخنيفرة، وميدلت، الخسائر المادية التي لحقت بالمزروعات، جراء موجة البرد القارس، التي تجتاح معظم مناطق البلاد، منذ أزيد من أسبوعين. وألحق الصقيع (الجريحة) خسائر، بالقرع والبطاطس والفلفل والفاصوليا (اللوبيا)، والجلبانة، وخضراوات أخرى، التي تزامن موسم جنيها وإنتاجها هذه السنة مع موجة البرد غير المسبوقة. وتباينت القيمة المادية للخسائر، التي لحقت المزروعات، حسب نوعها والمناطق، ففي ضواحي خنيفرة، قُدرت الخسائر في فدادين البطاطس بين ثلاثة وأربعة ملايين سنتيم، من فلاح لآخر. ومست هذه الخسائر، أساسا، محصول البطاطس، حسب المصطفى أعوب، فلاح في إقليمخنيفرة، الذي أوضح ل"المغربية، أن "الوضع يكاد يكون كارثيا في المنطقة، لأن تساقط الثلوج تزامن، هذه السنة، مع موسم جني البطاطس، وساهمت العزلة، التي عاشتها المنطقة، في عدم تسويق المنتوج في الأسواق المجاورة". وفي جهة سوس ماسة، عمقت "الجريحة" معاناة الفلاحين الصغار والمتوسطين، إذ أتت موجة البرد على مساحات مهمة من مزروعات القرع خاصة، والمنتجات الفلاحية التي تزرع خارج البيوت المغطاة. وأكد مجموعة من الفلاحين، في اتصالات مع "المغربية"، أن الخسائر مرشحة للارتفاع، إذا استمرت موجة البرد، ما يضع مسألة التأمين على المغروسات الفلاحية ، التي أصيبت بجائحة البرد، في الواجهة، وكذا التعويض عن الخسائر المادية للفلاحين بإقليم اشتوكة أيت باها، الذي شهد هذه السنة ندرة في التساقطات المطرية، وهو ما سيكون له انعكاس مباشر على تزويد الأسواق المحلية بالخضروات، حسب أيت محمد، فلاح وتاجر بأيت ورير. ولم تكتمل الإحصائيات النهائية، لمعرفة حجم الخسائر المادية إجمالا، يقول المصطفى العلاوي، فلاح في إقليم ميدلت، الذي اعتبر فلاحوه الأكثر تضررا، نتيجة غياب مسالك طرقية، تتيح للفلاحين وتجار الخضروات إمكانية تسويق محصولهم من البطاطس، لأن الضرر، حسب العلاوي، لن تظهر آثاره إلا بعد ذوبان الثلوج، وفتح الطرق الرابطة بين خنيفرة وميدلت وباقي المناطق. وطالب الفلاحون المتضررون وزارة الفلاحة بمضاعفة جهودها لإنقاذهم من "ويلات موسم فلاحي كارثي"، ومن معاناتهم مع الديون والقروض، بتقديم الدعم لهم، والتفكير في وضع قانون لتأمين المنتوجات الفلاحية، التي تتأثر بالتغيرات المناخية المفاجئة، التي تعرفها المنطقة من حين لآخر، كموجة البرد القارس، وموجة الحرارة المفرطة.