يناقش البرلمان الأوروبي اليوم لآخر مرة اتفاقية الزراعة الأوروبيةألمغربية وسيتم الاستماع الى مختلف المواقف سواء تلك المعارضة وتمثلها جميع الأحزاب الإسبانية بيمينها ويسارها أو تلك التي ستدعم الاتفاقية، بينما سيجري التصويت عليها يوم الخميس المقبل. وكان مجلس وزراء أوروبا قد صادق على الاتفاقية سنة 2010 ولكن دخولها حيز التنفيذ يبقى رهينا بمصادقة البرلمان الأوروبي عليها، ويثير النواب الإسبان جدلا واسعا في البرلمان الأوروبي بدعوى تضررهم من الصادرات الزراعية المغربية وأساسا مادة الطماطم، كما يتلقون مساعدة أحزاب الخضر الأوروبية. وبدأ المزارعون الإسبان اليوم اعتصاما مفتوحا أمام ممثلية الاتحاد الأوروبي في العاصمة مدريد للإعراب عن رفضهم للاتفاقية. وبدورها تؤيد الحكومة الإسبانية بزعامة ماريانو راخوي موقف المزارعين الإسبان ولا تخفي معارضتها للاتفاقية، وكان وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني قد زار مدريد منذ قرابة ثلاثة أسابيع إلا أنه لم يطرح الاتفاقية نهائيا في مباحثاته مع المسؤولين الإسبان ولم يشر نهائيا إليها في تصريحاته الصحفية، واكتفى في هذه التصريحات بالتشديد على ترك المواضيع الخلافية جانبا. وكان وزير الزراعة والصيد البحري أرياس كانييتي قد أعلن زيارته الى المغرب ولكن تراجع في آخر المطاف تحت ذريعة الأجندة التي لا تسعفه، بينما تؤكد مصادر زراعية اسبانية أنه تفادى السفر الى المغرب حتى لا يلتزم مع الرباط بأي موقف إيجابي بشأن الاتفاقية. ومن المنتظر أن يتم التصويت على الاتفاقية بقرابة ثلثي لأصوات البرلمان الأوروبي، في حين يؤكد زعيم الخضر جوسي بوفي عزمه اللجوء الى المحكمة الأوروبية في حالة المصادقة على هذه الاتفاقية.