أكد وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيد عبد القادر عمارة، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن المغرب، نظرا لموقعه الجغرافي والاستراتيجي وإرادته السياسية، يولي اهتماما خاصا لاندماج المنظومة الطاقية الإقليمية كإحدى أولوياته الاستراتيجية. وأوضح الوزير، في افتتاح المؤتمر العام السادس للجنة المغاربية للكهرباء تحت شعار "الاندماج المغاربي: عامل تسريع للانتقال الطاقي"، أن المملكة مؤهلة للقيام بدور هام في التعاون الطاقي الإقليمي كبلد عبور للطاقة، خاصة عبر التنمية الاستراتيجية للبنيات التحتية للربط بين الشبكات الكهربائية بدول المنطقة. وأضاف أن بناء سوق إقليمي للكهرباء يستدعي تعبئة التمويل اللازم لتحقيق المزيد من الاستثمارات المرتبطة بالنقل والربط الكهربائي في المنطقة بالموازاة مع تقوية الربط بين شبكات دول الشمال والجنوب، مشيرا إلى أن دمج الأنظمة الكهربائية للبلدان المغاربية يتطلب ملاءمة الإطار التشريعي والتنظيمي والتنسيق التقني لتيسير دمج الشبكات ووضع قواعد مشتركة لاستغلالها. كما دعا السيد عمارة لبناء شراكة مغاربية طاقية قائمة على بناء شبكات عالية الأداء لتبادل وضمان الاندماج التدريجي للأسواق الطاقية ، مؤكدا على أهمية توفير مصادر التمويل لهذه الشراكة والإصلاحات المعتمدة بشكل مستدام بصرف النظر عن السياقات السياسية التي لا يمكن أن تكون إلا ظرفية. من جهته، أعرب الأمين العام لاتحاد المغرب العربي السيد حبيب بن يحيى عن ارتياحه للمستوى المتقدم الذي حققه التعاون الكهربائي بين البلدان المغاربية التي أضحت مرتبطة في ما بينها ببنيات تحتية متينة وتسجل ارتفاعا متواصلا في تبادل الطاقة الكهربائية. واعتبر السيد بن يحيى أن الاندماج الطاقي المغاربي يسير في الاتجاه الصحيح وأن المنطقة تتوفر على جميع مزايا ومقومات نجاح الاندماج بفضل توفر النفط والغاز والموارد المعدنية وبنيات تحتية جيدة وموارد بشرية مؤهلة، قائلا إن قطاع الطاقة يوفر اليوم فرصة ضخمة ليكون رافعة لتحقيق الاندماج الاقتصادي الكلي للمنطقة. وأضاف أنه في إطار إعادة تشكيل الخريطة العالمية للطاقة والوعي العالمي بمشاكل البيئة والاحتباس الحراري، على المغرب العربي التفكير في سياسة إرادية مشتركة لإيجاد حلول معقولة للمشاكل المرتبطة بالطاقة وإحداث سوق مغاربية للطاقة مع اعتماد آخر تكنولوجيات في الميدان. أما المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ورئيس اللجنة المغاربية للكهرباء السيد علي الفاسي الفهري، فأبرز أن المؤتمر يأتي في سياق عالمي يميزه وعي شامل بالمخاطر التي تهدد البيئة وطفرة نوعية يشهدها النموذج الطاقي العالمي وتزامنا مع قرب انتهاء أشغال مؤتمر كوب 21 بباريس.