سعيد بلام اعتبر عبد الاله ابن كيران كون فؤاد عالي الهمة، خصمه السياسي اللدود سابقا، هو مخاطبه الرئيسي في القصر الملكي قد يصبح شيئا إيجابيا في النهاية، مشيرا إلى أن عالي الهمة مستشار ملك المغرب حاليا لديه مرتبته ومكانته، وهو شخص متفهم، قبل أن يضيف في حواره ليومية الشرق الأوسط أن" ما وقع بيننا في المرحلة السابقة طويت صفحته". نتذكر جميعا المهرجان الخطابي للسيد ابن كيران بسينما هوليوم بسلا قبل أن يعين رئيسا للحكومة، وكيف هاجم فيه بشدة فؤاد عالي الهمة، قائلا: "المغرب لم يعد يقبل بهؤلاء....هم المفسدون في الأرض"، قبل أن يضيف مخاطبا الملك : " ولاسبيل اليوم إلا بالتخلص من أولئك الأشخاص.."، ولا تزال مقاطع الفيديو المنتشرة على شبكة الانترنت تخلد لذلك اليوم المشهود الذي صرخ فيه الأمين العام بكل شجاعة وأرغد أزبد. هذا التغيير في الخطاب ليس بجديد على السيد رئيس الحكومة الذي مافتئ يذكرنا - بمناسبة أو بدونها- أنه أقدم على مراجعات جريئة خلال مساره وتجربته، وبالتالي فصفحة الصراع مع الهمة تطوى إلى جانب صفحات أخرى مطوية منذ زمن. المرجعات الأخيرة للسيد ابن كيران تدفعنا للتساؤل، هل أن مستشار الملك فؤاد عالي الهمة المفسد الذي لا يصلح - حسب منطق رئيس الحكومة – تاب وآمن وعمل صالحا؟ أم أن سي ابن كيران أصبح –ولأسف - مهادنا للمفسدين في الأرض؟ وماهي السبيل التي سيتبعها دونما الحاجة للتخلص من أولئك الأشخاص؟ و إن صحت مراجعات رئيس الحكومة، ألا يجب عليه أن يتقدم بإعتذار رسمي لمستشار الملك بما تقتضيه مرتبته ومكانته، خاصة وأنه دعاه أكثر من مرة لإعتذار للشعب المغربي؟ أسئلة ستجيب عنها الأيام، والأكيد أن مرجعات سي بنكيران ستبقى مستمرة، تطوي الصفحة تلوى الأخرى، و"الرجوع لله أسي عبد الإله".