كثيرا ما نسمع عن عمليات شفط الدهون في البطن والأرداف، لكن ما توصل إليه خبراء التجميل مؤخرا ربما يساعد الكثيرين على تحقيق حلمهم في التخلص من الدهون المزعجة بمناطق معينة كالدهون حول الذقن، وبدون تدخل جراحي، فكيف يتحقق ذلك؟ شهد طب التجميل تطورا كبيرا في الآونة الأخيرة، فعمليات التجميل لم تعد مقتصرة على الوجه فحسب، بل صار بإمكان أطباء التجميل تصحيح تقريبا كل شيء في الجسم وجعله جميلا. ومع تطور العلم أصبح بإمكان أطباء التجميل القيام بالتجميل والتصحيح دون أي تدخل جراحي. وتعد "حقنة إزالة الدهون" واحدة من الوسائل الحديثة التي يلجأ إليها أولئك الذين يرغبون بالتخلص من الدهون في جسمهم، بعيدا عن التدخل الجراحي والمخاطر التي قد يتعرض لها المرء أثناء عملية شفط الدهون. متى ينصح باستخدام "حقنة إزالة الدهون"؟ ففي ألمانيا يلجأ بعض أطباء التجميل لاستخدام هذه الحقنة، وخاصة في الحالات التي تكون فيها الدهون مزعجة ولا يمكن إزالتها بالرياضة وأنظمة الحمية. أخصائية التجميل الألمانية إيرينه تاوش هي واحدة من بين أطباء التجميل الذين يستخدمون "حقنة إزالة الدهون"، وفي حديثها لقناة DWعربية عبر برنامج "صحتك بين يديك"، أكدت البروفسورة تاوش أن استعمال هذه الحقن ليس مجديا في جميع الحالات مضيفة بالقول "إن كان المرء مصاباً بداء السمنة فلا ينبغي استعمال هذه الطريقة". أما سبب ذلك، فيعود إلى أن هذه الحقن تساعد على إزالة الدهون المترهلة والطرية بشكل مثالي، على عكس الدهون الصلبة كتلك الموجودة في منطقة البطن لدى الرجال، فهذه الدهون تكون على شكل نسيج ضام ولا يمكن أن تختفي بالحقنة وهو ما أكده أخصائي التجميل الطبيب يوهانس مولر شتاين ماين في حديثه لقناة DWعربية عبر برنامج "صحتك بين يديك". ولعل أهم ما يميز حقنة "إزالة الدهون"، هو قدرتها على إزالة الطبقات الدهنية، حتى ولو كانت محدودة، فبواسطتها يمكن إزالة الطبقات الدهنية في الظهر والذراعين مثلا أو حتى الدهون الموجودة حول الذقن والتي تزعج الكثيرات. هكذا يتم إزالة دهون الذقن! ويعتمد الأطباء في "حقنة إزالة الدهون" على استعمال مادة خلاصة فول الصويا الطبيعية، وهي مادة يستخدمها الأطباء لإذابة الدهون المسببة لانسداد الأوعية الدموية، فضلا عن أن هذه المادة لها القدرة على تفكيك التراكمات الدهنية. ولا تحتاج "حقنة إزالة الدهون" إلى تدخل جراحي، إذ يكتفي الأطباء بحقن خلاصة فول الصويا في عدة أماكن من الجزء العلوي للطبقة الدهنية، وبذلك تنفجر الخلايا الدهنية في موضع الحقن ويتم تدميرها. أما الدهون المنبثقة من هذه الخلايا، فتتوزع في الدم ثم تتجزأ وتنتقل عبر مجرى الدم إلى الكبد. ليقوم الكبد بتفكيك الدهون كلياً. وبعد الحقن يتم توزيع المادة الفعالة في النسج عبر موجات فوق صوتية بعد الحقن. بعد ثمانية أسابيع تقريباً، تظهر نتائج المعالجة علما أن نتائج العلاج تظهر بعد ثمانية أسابيع، وفي حال نجاح العملية فإن نتائجها تكون دائمة، والسبب هو أن الأنسجة الدهنية والخلايا لا تتجدد لدى البالغين وفقا لما أكده أخصائي التجميل مولر شتاين ماين. أما نسبة الإخفاق في الوصول إلى النتائج المرجوة، فتصل إلى حوالي 13 بالمئة، وحتى الآن لم يتمكن الأطباء من معرفة السبب بدقة. علما أن إذابة الدهون بهذه الوسيلة غير مؤلم، ولكن الطبيب مولر شتاين ماين لا يخف أن مواقع الحقن تتورم لبضعة أيام، وخاصة إذا تعلق الأمر بالوجه.