أكد الكاتب العام لقطاع لوزارة الفلاحة والصيد البحري، السيد محمد صديقي، اليوم الأربعاء بالدار البيضاء، أن سلاسل اللحوم الحمراء والحليب التي تساهم بشكل فعال في تحقيق الأمن الغذائي للمملكة تتوفر على مؤهلات مهمة تعد بمستقبل واعد. وأبرز السيد محمد صديقي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة افتتاح المعرض الدولي للحوم الحمراء والحليب، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أهمية هذا اللقاء الذي يروم تقديم آخر المستجدات التكنولوجية، وتشجيع الاستثمار سعيا لتحقيق الأهداف المحددة للنهوض بهاتين السلستين في إطار مخطط المغرب الأخضر. من جانبه أوضح نائب رئيس الفدرالية البيمهنية المغربية للحوم الحمراء السيد الصديق زنيبر أن المغرب نجح في تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع اللحوم الحمراء، في حين أن الإنتاج الوطني للحليب تضاعف ثمان مرات خلال الأربعين سنة الأخيرة، مما جعله لا يستورد إلا نسبة قليلة من مسحوق الحليب والزبدة، هذا في الوقت الذي تستورد فيه البلدان المجاورة ما بين 80 إلى 90 في المائة من احتياجاتها من الحليب. وأكد السيد زنيبر، وهو أيضا رئيس اللجنة المنظمة للمعرض الذي تنظمه الفدرالية البيمهنية المغربية للحوم الحمراء والفدرالية البيمهنية المغربية للحليب بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري، أن مستقبل القطاعين يدعو للتفاؤل لكونهما يواصلان تطورهما بخطوات ثابتة على المستوى الوطني، مع الانفتاح على الأسواق المغاربية والإفريقية، وذلك بفضل الجهود التي يبذلها مهنيو القطاعين و الدعم القوي الذي تقدمه الدولة لهذين القطاعين الحيويين. أما رئيس الفدرالية البيمهنية المغربية للحليب، السيد مولاي محمد ولتيتي، فقد أبرز أهمية قطاع الحليب الذي يساهم في إحداث مناصب شغل خاصة بالعالم القروي، مشيرا إلى أن هذا القطاع يحتل المرتبة الأولى في الاقتصاد القروي. وأضاف أن هذا المعرض المنظم ما بين ثاني ورابع دجنبر الجاري يشكل فرصة للقاء بين كل مهنيي القطاعين الذي أصبحوا أكثر وعيا بأهمية تأهيل هذا القطاع، من خلال تحديث الآليات مع الحرص على تقديم منتجات ذات جودة للمستهلك المغربي. ومن خلال جمعه بين قطاعي الحليب واللحوم الحمراء، يعتبر هذا المعرض بمثابة صلة وصل بين إفريقيا وأوروبا، وذلك من خلال مشاركة 88 عارضا من 13 دولة من مختلف القارات يشمل مجال اهتمامهم مختلف الجوانب المرتبطة بسلسلتي الحليب واللحوم الحمراء، من إنتاج وتثمين وتحويل المنتجات وجودتها. فبخصوص سلسة اللحوم الحمراء، التي يناهز رقم معاملاتها 27 مليار درهم وتساهم في خلق حوالي 1ر9 مليون يوم عمل، يتواصل في إطار تنفيذ العقد البرنامج الأول الموقع في 21 أبريل 2009 تنفيذ العقد البرنامج الثاني 2014-2020، الذي سيتطلب استثمارات إجمالية تناهز 5ر1 مليار درهم. ويهدف هذا العقد البرنامج إلى الرفع من انتاج اللحوم الحمراء إلى 612 ألف طن سنويا في أفق سنة 2020 مقابل 490 ألف حاليا وبلوغ 30 مليار درهم كرقم معاملات، بالإضافة لتقليص تكاليف الإنتاج بما بين 15 و20 في المائة، وإحداث أزيد من 80 ألف فرصة عمل. وقد تمت بلورة هذا العقد البرنامج ضمن برامج ومشاريع تهم مختلف الجوانب المرتبطة بالسلسلة من تحسين وراثي وتطوير وحدات تربية عصرية لتربية المواشي ودعم تثمين وتسويق المنتجات بالإضافة لتحسين الشروط المؤطرة للسلسلة من خلال تأهيل تنظيمها المهني. من جانبه يتوخى العقد البرنامج الخاص بسلسلة الحليب في أفق 2020 رفع الإنتاج الوطني من الحليب ليبلغ 4 مليار لتر مقابل 2,4 مليار لتر حاليا ورفع رقم المعاملات إلى 16 مليار درهم مقابل 9ر6 حاليا بالإضافة لإحداث 40 ألف فرصة عمل إضافية، من خلال عدة برامج ومشاريع تشمل مختلف الجوانب المرتبطة بهذه السلسلة كالتحسين الوراثي للقطيع وتشجيع انشاء الوحدات العصرية لتربية الأبقار الحلوب بالإضافة لتحسين بنيات تثمين المنتوج والشروط المؤطرة للسلسلة. وعززت هذه الدورة ، مقارنة مع النسخة السابقة مكانتها على الصعيدين الوطني والدولي بارتفاع عدد العارضين بنسبة 20 في المائة،كما ارتفعت المساحة الإجمالية للمعرض بنسبة 53 في المائة، وارتفعت نسبة المشاركة الدولية بنسبة 47 في المائة لتصل إلى 44 شركة أجنبية. وتتميز هذه الدورة، التي تقام بتعاون مع المديريات الجهوية الفلاحية والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية تنظيم عدة زيارات لفائدة الفلاحين والجزارين والقصابة والمحولين والمصنعين، وجميع المتدخلين في القطاعين لتمكينهم من الاطلاع على أحدث التكنولوجيات التي يعرفها القطاعان معا في مختلف حلقات السلسلتين.