أكد سيرج بيرديغو، السفير المتجول لصاحب الجلالة، اليوم الخميس بنيويورك، أن المغرب يضطلع، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بدور "مركزي" على مستوى الحفاظ على الاستقرار وتعزيز قيم الاحترام والاعتدال والانفتاح على الثقافات والديانات الأخرى. وقال سيرج بيرديغو، الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، الذي كان يتحدث خلال حفل بمناسبة نهاية أشغال إعادة تأهيل المقابر اليهودية بالمغرب، الذي انعقد بمتحف الفن المعاصر بنيويورك، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، إن "مبادرات المغرب تميزت، على مر التاريخ، بتقليد حسن الضيافة واندماج الجماعات الدينية والعرقية". وأبرز السيد بيرديغو، في هذا الصدد، أن المغرب أصبح، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، "مرجعا" بالنسبة لبلدان المنطقة وخارجها، والتي تريد أن تستلهم التجربة المغربية في مجال تعزيز مبادئ الإسلام المعتدل والوسطية والتعايش. وأوضح أن إعادة تأهيل المقابر اليهودية بالمغرب، بتعليمات سامية من جلالة الملك، تعد مبادرة بحمولة رمزية قوية تعكس تشبث المملكة بقيم السلام والتعايش والعيش المشترك. وأضاف أن الأمر يتعلق بÜ"مبادرة مثيرة للإعجاب أطلقت سنة 2010 بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس"، مشيرا إلى أن هذه العملية الواسعة النطاق، التي تمثل ترنيمة من أجل السلام والتعايش، مكنت من إعادة تأهيل عنصر أساسي في الإرث اليهودي بالمغرب، الذي يتميز بغناه وتنوعه. وأشار السيد بيرديغو، في هذا الصدد، إلى أن الديباجة "الفريدة من نوعها" للدستور الجديد للمملكة تنص على أن الهوية الوطنية المغربية، المعززة بمكوناتها العربية-الإسلامية والأمازيغية والصحراوية الحسانية، تغذت واغتنت بروافدها الإفريقية والأندلسية العبرية والمتوسطية". شارك في هذا الحفل، الذي نظم بتعاون بين (كونفيرنس أوف بريزدنتس أوف مايجور أمريكن جوش أورغنزيشن) و(كاونسل فور جوش كومينيتيز أوف موروركو)، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، وسفير المغرب بواشنطن، رشاد بوهلال، والسفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، وزعماء بالديانات التوحيدية الثلاث، ومديرو عدد من مجموعات التفكير الأمريكية، وأفراد من الجالية المغربية المقيمة بنيويورك. وبهذه المناسبة، تم تقديم مؤلف حول "إعادة تأهيل مقابر اليهود بالمغرب، بيوت الحياة"، وهي العملية التي همت 167 موقعا بÜ14 جهة بالمملكة، والتي استمرت أربع سنوات. ويعد هذا المؤلف، الذي يصنف ضمن "الكتب الجيدة" الواقع في 151 صفحة من الحجم الكبير، بمثابة دراسة ل"بيوت الحياة" تبعا لخصائصها، عبر تقديم تلخيص واف معزز بالوثائق. ويتعلق الأمر بتجسيد واضح لتعاليم الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومنها الحديث النبوي الشريف المدرج في الصفحات الأولى للمؤلف "لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه، فتخلص إلى جلده، خير له من أن يجلس على قبر" ( أخرجه الإمام مسلم). وأكد 27 من كبار الحاخامات اليهود المغاربة من عشرة بلدان في شهادة عرفان ودعاء صالح لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أدرجت في مطلع المؤلف، أنه ترميم في العمق تم القيام به من أجل حماية وإصلاح ما أفسدته عوائد الزمن، بهدف استعادة كرامة وحرمة "بيوت الحياة"، والأموات الذين يرقدون داخلها في سلام، بما يدخل الطمأنينة على أسرهم أينما وجدوا في العالم.