حذّرت نتائج دراسة هولندية جديدة من أن تناول دورة واحدة من المضادات الحيوية يقوم بتعطيل عمل الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء لمدة سنة كاملة، ما يلحق ضرراً كبيراً بجهاز المناعة، ويسهم في ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية. لمدة 70 عاماً نجحت المضادات الحيوية في محاربة الأمراض المعدية والحد بشكل كبير من الوفيات الناجمة عنها في جميع أنحاء العالم، لكن أدى استخدامها على نطاق واسع إلى تكيف الجراثيم المعدية معها، ما حد من فاعليتها، وزاد من خطورة هذه الجراثيم. في هذه الدراسة الجديدة قام البروفيسور أغيجا زاورا أستاذ علم البيئة الميكروبية في أكاديمية طب الأسنان بجامعة أمستردام بتجارب شملت 66 شخصاً من الأصحاء، تناول كل منهم دورة كاملة من أحد المضادات الحيوية ال 4 التالية: يبروفلوكساسين، كلينداميسين، أموكسيسللين أو المينوسكلين، أو علاجاً وهمياً للمقارنة. جمع الباحثون عينات من براز المشاركين بعد مرور شهر، وشهرين، و4 أشهر، و12 شهراً من تناول الدورة الكاملة من المضاد الحيوي. بينت الفحوصات أن براز المشاركين ظل متأثراً لبضعة أشهر نتيجة تناول المضاد الحيوي، بينما أظهر اللعاب تحسناً بعد بضعة أسابيع. لاحظ الباحثون انخفاضاً في أنواع البكتريا الصديقة بالأمعاء التي تمنع الالتهابات، وتشكيل السرطان، وتمنع التوتر في القناة الهضمية. وجد الباحثون أن دواء أموكسيسيللين ليس له تأثير سلبي كبير على تنوع البكتريا الصديقة في الأمعاء ولا الفم، لكنه ارتبط بدرجة أعلى من تعديل جينات البكتريا لتصبح مقاومة للمضادات الحيوية. أوصت الدراسة باستخدام المضادات الحيوية في الحالات الضرورية فقط، نظراً لآثارها الجانبية السلبية على الصحة.