قال علماء من جامعة نورث إيسترن في بوسطن أنهم طوروا فئة جديدة من المضادات الحيوية يحتمل أن تغير قواعد اللعبة فيما يخص محاربة الجراثيم، خاصة الأنواع القاتلة منها. يقوم المضاد الحيوي الجديد بمقاومة القدرة التي تتسم بها بعض الجراثيم على مقاومة الأدوية والعقاقير، والتي أدت إلى تطوير البكتريا لسلالات خطيرة مثل الميكروبات العنقودية "ميرسا"، أو حالات السل المقاوم للأدوية. نشرت مجلة "نيتشر" تقريراً عن الاكتشاف العلمي الجديد الذي أشرف عليه خبير الميكروبيولوجي البروفيسور كيم لويس. وبحسب منظمة الصحة العالمية شهد عام 2012 حوالي450 ألف حالة جديدة من السل المقاومة للأدوية في 92 بلداً موزعاً في أنحاء العالم. ولاحظ العلماء أن البكتريا المسببة للالتهابات الشائعة مثل التهاب المسالك البولية، والالتهاب الرئوي، والتهابات مجرى الدم قد أصبح لديها مقاومة متزايدة يصعب علاجها. وقد دفع ذلك منطمة الصحة العالمية للتحذير من أننا نقترب من "عصر ما بعد المضادات الحيوية"، حيث يمكن أن يموت الناس من الالتهابات العادية. تأتي معظم المضادات الحيوية المستخدمة حالياً من ميكروبات التربة التي كانت تنتج على مدار ملايين السنين مركبات سامة لمحاربة الميروكبات العدوانية الأخرى. وعلى سبيل المثال كان أول مضاد حيوي ناجح هو البنسلين، ويأتي من تربة فطر السيلنيوم. كانت الصعوبة أمام العلماء هي تنمية هذه الميكروبات التي يأتي منها المضاد الحيوي في المختبر، وقد تمكن البروفيسور لويس وزملاؤه من استخدام جهاز جديد لحث ميكروبات التربة التي يريدون تنميتها على تنمية مستعمرات بكتيرية كبيرة أسفرت عن 25 مضاداً حيوياً جديداً منها مضاد للجراثيم التي لها قدرة على مقاومة المضادات الحيوية المعروفة. وقال الباحثون إن المضادات الحيوية الجديدة البالغ عددها 25 مضاداً قد أظهر أحدها قوة تستطيع اختراق الجدار المقاوم للمضادات الحيوية الذي تتميز به خلايا الجراثيم القاتلة. وقال الباحثون: "إن خصائص هذا المركب تشير إلى الطريق نحو تطوير مضادات حيوية من المرجح أنها تستطيع التغلب على الجراثيم المقاومة للأدوية".