حذرت منظمة الصحة العالمية من ان تزايد الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية يهدد بإعادة البشرية الى حقبة ما قبل البنسلين عندما كان أبسط التهاب يمكن ان يفتك بالمصاب. وقالت مديرة منظمة الصحة العالمية في أوروبا سوزانا جاكوب ان المضادات الحيوية اكتشاف ثمين لكننا نعتبرها من المسلمات فنفرط ونسيء استخدامها. وأشارت الى وجود جراثيم ذات مقاومة خارقة لا تتأثر بأي دواء. ودعت جاكوب الى قرع ناقوس الخطر قائلة إننا الآن عند نقطة حرجة في الزمن حيث تصل مقاومة المضادات الحيوية الى مستويات لم يعهد لها نظير من قبل وحيث المضادات الحيوية الجديدة لن تكون متاحة في وقت قريب. وتقول منظمة الصحة العالمية ان استخدام المضادات الحيوية في معالجة الانسان والحيوان يؤدي الى تطوير مقاومة ضدها ويهدد بإعادة العالم الى ما قبل اكتشاف البنسلين في عشرينات القرن العشرين. وتزداد المشكلة تفاقما بسبب إحجام شركات إنتاج الأدوية عن تطوير مضادات حيوية جديدة لأنها ليست مربحة. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الدكتور ديفيد ليفرمور مدير وكالة الوقاية الصحية في بريطانيا ان الكثير من الطب الحديث بما في ذلك جراحة المعدة وعلاج السرطان وزرع الأعضاء يعتمد على إمكانية علاج الالتهابات بالمضادات الحيوية. وأضاف ان صرح الطلب الحديث كله سينهار إذا دمرت مقاومة المضادات الحيوية هذه القدرة. ويبلغ معدل الوفيات بسبب الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية نحو 25 ألف وفاة سنويا في أوروبا وحدها.