أكد السيد منور عالم، سفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي، أن استراتيجية المغرب، الشاملة والمتعددة الأبعاد، في تدبير الهجرة تلقى دعما واسعا في قمة لافاليت التي تنطلق بعد ظهر اليوم الأربعاء بمالطا. وأوضح السيد عالم في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن السياسة الجديدة للهجرة، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تمت في إطار من التعاون التضامني وفق روح إعلان الرباط في يوليوز 2006 والذي كان وراء إطلاق مسلسل الحوار الأورو إفريقي حول الهجرة. وأضاف أن نجاعة مسلسل الرباط، والأساليب العملية التي وضعها، تؤهل المغرب للإشراف على تنفيذ التوصيات التي ستخرج بها هذه القمة من مستوى عال، والتي ستختتم بصدور إعلان وخطة عمل مشتركة. وبعدما أكد على الدور الرائد الذي اضطلع به المغرب في مجال التقارب بين البلدان المصدرة، وبلدان العبور، وبلدان الاستقبال، ذكر السفير بأن السياسة الجديدة للهجرة أدت إلى المصادقة على قانون مكن من عملية واسعة لتسوية وضعية عدد من المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء. هذه الخطوة، يضيف السفير، مكنت آلافا من المهاجرين من حقوقهم كاملة والولوج إلى جميع الخدمات الاجتماعية (السكن، الصحة، التعليم) على قدم المساواة مع المواطنين المغاربة. وشدد السيد عالم على أن قمة لافاليت تشكل امتدادا لمسلسل الرباط والخرطوم، مبرزا " النموذج الناجح " للتعاون بين المغرب وإسبانيا في هذا المجال، القائم على التشاور المتبادل والذي مكن من تقليص 68 في المائة من عدد المرشحين للهجرة السرية نحو هذا البلد. وأضاف أن هذا الموعد يوفر فرصة بالنسبة للبلدان الأوروبية والإفريقية، سواء كانت بلدان مصدرة ، أو بلدان عبور، أو بلدان استقبال، لبحث الأسباب العميقة للهجرة التي تعتبر " ظاهرة بنيوية خلافا لمشكل اللاجئين الذي يعتبر ظرفيا ". وحسب السيد عالم، فإن الاستعدادات للقمة شكلت فرصة بالنسبة للمغرب للتأكيد على ضرورة حماية الأفارقة المقيمين بأوروبا بطريقة شرعية " والمندمجين بشكل جيد والذين يساهمون في ثروة بلدان الاستقبال ". وأضاف أن "هؤلاء المهاجرين، والذين يقعون ضحية رفض، يشجعه الخطاب السياسي المعادي للأجانب، يجب حمايتهم عند ممارستهم لحقوقهم ". وأوضح السيد عالم أن مسلسل الرباط دعا إلى دعم سياسة منسجمة وفعالة لتدفقات الهجرة، وتعزيز بعدها الإنساني وإرساء حوار سياسي دائم بين مختلف الفاعلين والأطراف المعنية. وقال إن هذه المبادرة التي انخرط فيها 57 بلدا تم إطلاقها خلال المؤتمر الوزاري الأورو إفريقي حول الهجرة والتنمية في يوليوز 2006 بالرباط. وتهدف إلى خلق إطار للحوار والتشاور يتم خلاله تنفيذ مبادرات ملموسة وعملية في هذا المجال. ويمثل المغرب في قمة لافاليت وفد هام يترأسه وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، والوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج أنيس برو، وسفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي السيد منور عالم، وسفير المملكة بروما حسن أبو أيوب، ومدير الشؤون الأوروبية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون نبيل الدغوغي.