بفوز باهت علي منافس مغمور وتفوق نسبي محدود حفظ منتخب أسود الأطلس بعض ماء وجهه عندما فاز على منتخب النيجر بهدف وحيد قبل النهاية ب 11 دقيقة، ليغادر كأس الامم الافريقية الثامنة والعشرين مبكراً جدا من الباب الخلفي ، وهو الذي جاء مصنفاً بين كبار المرشحين للمنافسة حسب رأي الخبراء ، ومرشحاً أول لإحراز اللقب حسب تصريحات مديره الفني البلجيكي اريك جيريتس. ** لم يقدم الأسود المغاربة العرض الفني الذي يرضي جماهيرهم في مباراة تحصيل حاصل أمام منافس مغامر ليس لديه ما يخسره ، وقد حاول كثيرا وتسبب في الكثير من المشاكل والإزعاج للدفاع المغربي ، وربما أعذر الفريق ولاعبيه على الاداء والمستوى والباهت خاصة أنه كان قد خرج رسميا من البطولة ، وكانت هذه المباراة مجرد تأدية واجب ،وقد ذهبت مخاوفي إلى حد تحذير الفريق من سقوط ثالث امام المنتخب النيجري ، فيكون الفشل مدويا والخروج فضيحة ، وربما استوعب المدرب ولاعبيه تلك المخاوف والتحذيرات التي كانت على لسان الجميع ، ولكن بعيدا عن هذه الحالة النفسية المتراجعة والإحباط ، فإن الفريق ومع الدفع ببعض اللاعبين الذين لم يشاركوا في المباراتين السابقتين ، كان لابد أن يقدم ما هو أفضل . ** أما عن المدرب البلجيكي ، فقد بدا متبجحاً ، وهو يتحدث بعد المباراة ، فلم يعتذر على الخروج المبكر والصورة السيئة للفريق وإحباط الجماهير المغربية ، وتشويه سمعة الكرة المغربية ، وإنما راح يتحدث عن نجاحه في تعديل طريقة اللعب ، والدروس التي تعلمها في البطولة والتي ستفيد الكرة المغربية في المستقبل ، وضرورة تحسين الاجواء النفسية لتوفير ظروف إعداد أفضل في المنافسات المقبلة، وزاد الطين بلة، بكلامه عن الأخطاء العديدة التي وقع فيها اللاعبون ، ولم يتحدث مطلقاً عن أخطاءه في الإعداد أو اختيار التشكيل السليم ووضع طريقة اللعب المناسبة والتكتيك الملائم للفريق وحسب أداء المنافس ، أو إدارته للمباريات ، خاصة أن أخطاءه في "الكوتشينج" والإدارة الفنية خلال المباريات كانت واضحة ، خاصة في مباراة تونس الاولى التي كان فريقه متفوقا خلالها ، ولكنه لم يتعامل بذكاء وواقعية مع خطة المدرب التونسي سامي الطرابلسي الذي ترك له الاستحواذ واستدرجه حتى نال الارهاق من لاعبيه ونجح في الفوز بإعتماد فريقه على الهجمات المرتدة، وكذلك في المباراة الثانية التى كان متقدما فيها على الجابون قبل 10 دقائق من نهاية المباراة ولم يستطع أن يحافظ على تماسك فريقه وتغيير تكتيكه بمرونة ليحتفظ بالفوز او التعادل أو منع الخسارة الدرامية التي أطاحت به من البطولة . ** ربما لا أتفق مع المدرب المغربي الكبير بادو الزاكي مدرب أسود الأطلس السابق ، الذي قام خلال مشاركته في ستوديو التحليل بقناة الجزيرة الرياضية ، بتعرية أخطاء المدرب البلجيكي ببعض القسوة والذي قال أن الفوز المغربي على النيجر ، لم يحفظ لا الماء ولا الوجه للمنتخب ومدربه ، ولكني كمراقب من بعيد أعتقد أن جيريتس لم يُظهر ما يستحق أن يبقى معه مدرباً للمنتخب المغربي، خاصة أنه لم يستطع استغلال هذا الجيل الذهبي من المواهب التي تنتشروتفرض وجودها بقوة في الدوريات الاوروبية ، ولا الإمكانات الكبيرة التي وفرها له الاتحاد المغربي ، وهو بعد هذا الفشل يظهر روح اللامبالة دون أن يعتذر عن حالة الإحباط التي تسبب فيها ... وتبقى الكرة في ملعب الاتحاد المغربي هل يقبل ببقاء هذا المدرب الذي كسر كبرياء الكرة المغربية !