بدت مدينة فاس أمس الجمعة في أبهى صورها بمناسبة تخليد الذكرى 40 للمسيرة الخضراء المظفرة التي ستظل راسخة في أذهان المغاربة ومدونة بأحرف من ذهب في سجل التاريخ المغربي المجيد. وجاب أزيد من 20 ألف شخص شوارع مدينة فاس للاحتفال في جو من الفرحة والبهجة بذكرى المسيرة السلمية التي لبى فيها المغاربة نداء جلالة المغفور له الحسن الثاني للمشاركة في المسيرة السلمية لتحرير الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية واستكمال وحدتها الترابية. وعبر المشاركون رجالا ونساء وشبابا وأطفالا وأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة حاملين المصاحف والأعلام الوطنية ويرتدون أقمصة تحمل صور المسيرة الخضراء، عن تشبثهم بأهداب العرش العلوي المجيد وعزمهم عن الدفاع عن القضايا الوطنية ودعم مسلسل التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتميزت هذه المسيرة الشعبية لساكنة مدينة فاس والتي شارك فيها أكثر من 500 جمعية محلية ووداديات الأحياء وجمعيات اجتماعية ورياضية وثقافية بترديد أناشيد وأغاني وطنية تتغنى بمغربية الصحراء خصوصا " لعيون عينيا" و "صوت الحسن ينادي". ورفع المشاركون في هذا الحدث الوطني المجيد لافتات كتب عليها "الصحراء مغربية وستظل مغربية" و "جمعيا متشبثون بوحدتنا الترابية" و "ثورة الأجداد.. مفخرة للشباب" و " المسيرة الخضراء.. معجزة السلام" و "ملحمة المسيرة الخضراء.. درس لجميع الأجيال". وقالت السيد زكية بوطيب رئيسة مصلحة الجمعيات بالنيابة الجهوية لوزارة الشباب والرياضة بفاس إن الاحتفال بالذكرى 40 للمسيرة الخضراء المظفرة تعكس الروح الوطنية الصادقة للمغاربة، مشيرة الى أن هذه الذكرى الوطنية الخالدة تهدف الى تعزيز روح المواطنة لدى الناشئة. وأبرزت السيدة بوطيب أن تخليد هذه الذكرى الوطنية تروم " تعزيز تشبث أطفالنا بأرضهم وأن الصحراء مغربية وستظل مغربية وسندافع عنها بكل قوة" وعلى المجتمع الدولي أن يعي بأن "المغاربة لن يفرطوا في شبر من أقاليمهم الجنوبية". وبدوره، أشار السيد سعيد السرغيني رئيس مقاطعة فاسالمدينة الى أن احتفالات هذه السنة أشركت الشباب في الاحتفاء بهذه الملحمة البطولية لزرع القيم النبيلة وروح المواطنة والدفاع عن الثوابت الوطنية لديهم. وأضاف السيد السرغيني أن "المنتخبين والفاعلين الجمعويين والمواطنين حضورا بكثافة للاحتفال بهذا الحدث التاريخي"، مشيرا الى أن " الدفاع عن مغربية الصحراء يعتبر واجبا وطنيا". ومن جهته أشار رئيس مقاطعة جنان الورد السيد محمد خيي الى أن المسيرة الخضراء المظفرة حدث غال وعزيز على المغاربة وإنجاز تاريخي يعكس عبقرية جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه. وقال السيد خيي إن المسيرة الخضراء تعكس التلاحم القوي القائم بين العرش العلوي والشعب لاسترجاع الأقاليم الجنوبية المغربية من المحتل الاسباني، مضيفا أن المغرب يواصل حاليا مسلسل التنمية الاجتماعية والاقتصادية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأوضح رئيس مقاطعة جنان الورد أن المغاربة متشبثون بوحدتهم الترابية، معتبرا حدث الاحتفال بالذكرى 40 للمسيرة الخضراء المظفرة مناسبة يجدد فيها المغاربة ولاءهم وإخلاصهم للعرش العلوي المجيد. ومن جهتها أشارت الأمينة العامة للاتحاد الوطني لنساء المغرب فرع فاس الى أن "حضورنا ومشاركتنا في الاحتفال بالذكرى 40 للمسيرة الخضراء المظفرة يأتي للتأكيد على تشبثنا بمغربية الصحراء"، مذكرة في نفس السياق بالأوراش التنموية التي تشهدها الاقاليم الجنوبية في مختلف المجالات وتستفيد منها الساكنة المحلية كباقي مدن المملكة المغربية. وبدوره، قال المندوب الجهوي لوزارة الثقافة السيد لحسن شرفي إن المغاربة يحتفلون في جو مفعم بالفرحة بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، مشيرا الى أنها مرحلة تاريخية زاخرة بالمعاني والدلالات الوطنية النبيلة وستظل راسخة في سجل التاريخ المغربي. وأضاف أن الاحتفال بهذه الذكرى الوطنية مفخرة بالنسبة لجميع المغاربة، مشيرا لعدد من المشاريع الاستثمارية والبنيات الأساسية التي تم انجازها بالأقاليم الجنوبية المغربية وتأثيرها الايجابي على الساكنة المحلية.