تحدى مدون مغربي سحرة المغرب، مشككًا في قدرتهم على ربطه ليلة الزفاف، وهي الظاهرة التي تعرف محليًّا باسم “التقاف”، وقال المدون واسمه محمد الراجي على صفحته بفيس بوك: “التقاف.. ماذا يعني؟ أنا لا أؤمن أبدًا بهذه التخاريف، وأتحدى أي ساحر أن يصيبني بمكروه، إيلا كان راجلًا!”. وتعجب المدون من إيمان الناس بهم، وثقتهم في قدرتهم، متسائلًا: “أنا لا أعرف لماذا يؤمن كثير من الناس بقدرة السحرة والدجالين والمشعوذين على التحكم في مصائر الآخرين، بواسطة أعمال السحر والشعوذة”. من ناحيتهم، حاول أعضاء الصفحة الإجابة على التساؤل الذي طرحه الراجي، وقالت “هورس ليجن”: “القلوب اليائسة من روح الله والمملوءة بنفايات الأفكار البالية، هي من تؤمن بالسحرة، أما القلوب المشبعة باليقين بالله لا يزعزع إيمانها سحرة الكون، فهم ثابتون على العقيدة، مسلمين بأن قدرة الله فوق قدرة الخلق”. وأرجع “ناكريو” انتشار هذه الظاهرة إلى عدة أسباب هي الجهل بالدين والأمية وعدم الوعي. وحاول حسن بالهادي التشكيك فيما طرحه المدون المغربي من آراء، قائلًا: “سي الراجي السحر موجود سواء آمنت به أم لا. والإيمان به واجب لأنه مذكور في القرآن الكريم وفي السنة”. وعاد المدون المغربي ليرد على حسن، موضحًا أنه يعرف أن السحر موجود، لكنه ضد الإيمان به، وقال مخاطبًا إياه: “وا راني عارف السحر مذكور في القرآن أسي حسن، لكن اشنو قال الله تعالى؟ واش قال بأن السحرة يقدرو يضرونا ولا ينفعونا؟ طبعا لا. الله قال: “ولا يفلح الساحر حيث أتى” صدق الله العظيم. فلماذا تريدني أن أؤمن بالسحر؟”. ويؤمن قطاع ليس بالبسيط من المغاربة بالسحر، وهو ما جعل منه بحسب خبراء اجتماعيين، بلدًا مصدرًا للسحر. ويرجع خبراء انتشاره إلى رضا السلطة الحاكمة عن هذه الممارسات، في حين يرى بعضهم الآخر أنه في ظل ارتفاع معدل البطالة فإن هذه الممارسات قد أصبحت تشكل تجارة مربحة وتشغل عددًا كبيرًا من الأسر، بدليل ارتفاع عدد المحلات التجارية الخاصة بمستلزمات ومستحضرات السحر والشعوذة من بخور وأدوات ووسائل من حيوانات وأعضائها المحنطة، ولذلك فإن قرار محاربتها ليس بالقرار السهل.