صدر حديثا عن مطبعة الجنوب بالرشيدية عدد جديد من مجلة واحات المغرب يتمحور حول "جهة درعة تافيلالت: واقع وآفاق التنمية المستدامة". ويعتبر هذا الإصدار، الذي ساهم في إعداده ثلة من الأساتذة الباحثين وفعاليات محلية ووطنية تحت إشراف رئيس تحرير المجلة مصطفى تيليوا، إطلالة على جهة أحدثت وفق التقسيم الترابي الجديد ونافذة على الامكانيات والمؤهلات التي تزخر بها مع تناول افاق وتحديات التنمية السوسيو-ثقافية والاقتصادية المرتبطة بها. وجاء في افتتاحية العدد الجديد من هذه المجلة العلمية، التي تصدر باللغتين العربية والفرنسية، أن "التنمية المحلية أصبحت اليوم المقولة المركزية في التفكير الاقتصادي على المستوى العالمي، ذلك أن المستوى المحلي هو مهم كذلك لفهم ظواهر الاقتصاد العالمي، الشيء الذي دفع الدول والاتحادات والتكتلات إلى الرجوع إلى المقاربة الجهوية والمحلية لتطوير نسيجها الاقتصادي وتمتين وصلابة نسيجها الاجتماعي ومواصلة اندماجها"، مضيفة أن ذلك يفرض على كافة الفاعلين المحليين الشعور بالمسؤولية اتجاه قضايا التنمية المحلية، وهي قضايا من اختصاص الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية والثقافية المحلية. ولبلوغ هذا الهدف، تبرز الافتتاحية، لابد من "إعطاء الاقتصاد الإعلامي واقتصاد المعرفة، مكانة رئيسية في بناء كل إستراتيجية محلية للتنمية، عن طريق توسيع قاعدة المعلومات، والبحث في كافة المجالات والقطاعات التي من شأنها تلبية حاجيات السكان المختلفة الآنية والمستقبلية، ولعب دور الحد المشترك بين عوالم البحث والإنتاج، وتمكين الوحدات الترابية من تكوين مصادر الثروة " ويأتي هذا العدد الجديد، يؤكد رئيس تحرير المجلة مصطفى تيليوا، كمحاولة لرصد ودراسة المؤهلات الاقتصادية والسياحية والطبيعية والثقافية بالجهة، ومن ثمة، المساهمة في ضبط الميكانيزمات التي من شأنها تقليص الهوة بين الاختلالات المجالية والمؤهلات الكبرى التي تزخر بها جهة درعة تافيلالت باعتبارها تمثل جهة الواحات بامتياز. ويسعى هذا الاصدار ، يضيف تيليوا، إلى "تشخيص واقع الجهة وإبراز مؤهلاتها، وذلك للمساهمة في بلورة الأفكار والاختيارات المرتبطة بالتنمية المحلية بكافة أشكالها وتمظهراتها. فجهة درعة تافيلالت ليست فقط مجالا تهيمن عليه مشاكل التصحر والفقر (...) وإنما هي أرض حضارة وإرث وطني يجب الحفاظ عليه. فالمسألة ليست تقنية صرفة، وإنما هي أيضا مسألة ثقافة". وأشار رئيس تحرير المجلة الى أن الوقوف على اختلالات وإمكانات ومؤهلات جهة درعة تافيلالت، "يبين مدى كثافة العمل الذي ينتظر مكونات هذه الجهة، والطاقات المحلية المكونة لها. وما مرد ذلك إلا إلى الشعور العميق، بأن النمو والتنمية في بلادنا هو شأن جهوي ومحلي في إطار ديموقراطي، يرتكز على المشاركة وإشراك جميع مكونات المجتمع المحلي، في إطار شراكة تعاقدية". وتضمن العدد الجديد الذي يقع في 202 صفحة من الحجم المتوسط مواضيع همت بالخصوص "اندماج جهة درعة-تافيلالت بين المركزية والهامشية " و" المراكز الحضرية الصغرى وافاق التنمية الترابية والجهوية بدرعة تافيلالت" و" تافيلالت ودرعة بين الوحدة السياسية والتكامل الاقتصادي" و" الثقافة ورهانات التنمية المستدامة بجهة درعة-تافيلالت" كما تضمن العدد ، الذي خصص نافذة لرصد مختلف الانشطة العلمية والثقافية والفنية بالواحات، محاور ثقافية ضمن مواضيع شملت بالاساس "الركب الحجازي السجلماسي" و" الوضعية اللسانية للواحات بالصحراء قديما وحديثا" و"برنامج واحات تافيلالت ودوره في تحقيق التنمية السوسيو-اقتصادي للواحات بمنطقة الجنوب الشرقي"، الى جانب حوار خاص مع رئيس جهة درعة-تافيلالت الحبيب الشوباني ، وحفيظ حاميدي مهندس في مجال التنمية المجالية بباريس.