يتمتع الجسم بآلية طبيعية تتحكم في الشعور بالشبع بشكل يضمن الحفاظ على الوزن لكن تجاهلنا بعض الإشارات المرسلة يؤدي للسمنة والدخول في دائرة الريجيم المؤلمة التي تحتاج لقوة إرادة لا يملكها الجميع. عرف معظمنا حالات الجوع الشديدة التي تدفعنا لتناول كميات كبيرة من الطعام، يليها عادة الشعور بالكسل وعدم القدرة على الحركة، وهناك آلية معقدة هي السبب وراء هذا، فإحساس الجوع هو رسالة من الجسم يخبرنا فيها بحاجته إلى الطاقة في أسرع وقت ممكن، ويتسبب هذا الشعور في التهام أقرب طعام متاح مع تفضيل مصادر الطاقة السريعة كالدهون والسكر وبالتالي يتمدد جدار المعدة بسرعة ويرسل رسالة مفادها: “نكتفي بهذا القدر”. ويظهر هذا على شكل الشعور بالشبع، ويتم التحكم في هذه العملية عن طريق المخ الذي ينظم إمداد الجسم بالطاقة التي يحتاجها مع العمل على الحفاظ على الوزن دون تغيير كبير، فمن أين تنشأ إذن مشكلة الوزن الزائد؟. سبب هذه المشكلة هو تجاهل معظم الناس لإشارات الشبع التي ترسلها المعدة ومواصلة تناول الطعام لاسيما وأن معظم الوجبات التي نتناولها حالياً غنية بسعرات حرارية أكبر بكثير من التي كانت سائدة في الماضي، كما أن الجوع ليس الدافع الوحيد لتناول الطعام، فالبعض يأكل بدافع الرغبة فيه حتى دون الإحساس بالجوع. ومن جانبها، قالت سوزان كلاوس خبيرة العلوم الحيوية عن حسب “DW” عن موقع “أبوتيكين أومشاو” الألماني: “نشعر بالجوع عندما يحتاج الجسم للطاقة لكن اشتهاء الطعام غير مرتبط بهذا الاحتياج للطاقة”، فالشهية للكباب على سبيل المثال تحدث عندما نمر أمام مطعم ونشم رائحة الشواء، وعندما يستجيب المرء لشهيته للطعام ويتناول أي شي يشتهيه، فإن النتيجة الطبيعية هي الزيادة في الوزن لاسيما بالنسبة للأشخاص قليلي الحركة. حيل غذائية مع التشويش على آلية الجسم الطبيعية لضبط الوزن تبدأ مشاكل السمنة ومعها معاناة الرجيم (الحمية الغذائية)، ولا ينصح بعض الخبراء الراغبين في إنقاص الوزن بالتخلي التام عن الحلوى ومكسبات الوزن لأن قدرتهم على المقاومة ستنهار في وقت ما، ومن الأسهل اختيار الطعام المناسب عند الشعور بالجوع، فبعض الأطعمة تهدئ الجوع لفترة قليلة في حين أن أخرى تحافظ على الشعور بالشبع لساعات طويلة. وينصح الخبراء حسب موقع “أبوتيكين أومشاو” بتجنب الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات سريع الهضم، لأن شعور الجوع يعود بعد فترة قصيرة وهو ما يحدث عند تناول الخبز الأبيض والمشروبات الغنية بالسكر والشوكولاتة، أما المكسرات والفواكه والخضروات والأرز والمكرونة المصنوعة من الدقيق الداكن فهي تطيل فترة الشبع. الأطعمة الغنية بالبروتين أيضاً من أفضل الوجبات للراغبين في إنقاص الوزن لاسيما وأنها تزيد من فترة الشعور بالشبع، وتعتبر اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان من أشهر الوجبات الغنية بالبروتين، لكن يجب اختيار منتجات خالية الدسم ولحوم خالية من الدهون لتقليل السعرات الحرارية فيها، مع الحرص على عدم الإكثار من البروتينات كي لا تتضرر الكلى. يمكن التحكم في آلية الجوع والشبع بالجسم ببعض الحيل التي تساعد على إنقاص الوزن ومنها الاعتماد بشكل كبير على البروتينات والنشويات طويلة الهضم مع دمج هذه الوجبات بالخضروات وشرب كميات كبيرة من الماء، فمرحلة الشبع لا تعتمد على كمية السعرات فحسب بل على الكمية أيضاً ويفضل الابتعاد على العصائر الصناعية بسبب وجود سعرات إضافية. ومن النقاط المهمة التي يحذر منها الخبراء العودة سريعا لنظام التغذية القديم غير الصحي بمجرد التوقف عن الرجيم، فالأفضل النظر للحمية الغذائية كنظام غذائي صحي طويل الأمد يسمح بين الحين والآخر ب”يوم مفتوح” يتم التجاوز فيه عن قواعد التغذية الصحية الصارمة وتناول ما تشتهيه النفس.