قال المدير العام للمركز السينمائي المغربي، نور الدين الصايل، إن المغرب ربح رهان الرفع من وتيرة الإنتاج السينمائي وحان الوقت لاعطاء دفعة جديدة للاستثمار في القاعات السينمائية. وأوضح الصايل مساء اليوم السبت بطنجة، في تقديمه للحصيلة السنوية السينمائية، على هامش المهرجان الوطني للفيلم، أن الدولة اتخذت قرارا سياسيا مكن من حل معادلة الإنتاج، وبات القطاع اليوم في حاجة الى قرار مماثل قوي لدعم استغلال القاعات السينمائية. ويتعلق الأمر، حسب الصايل، بتحفيزات ضريبية للاستثمار في القاعات في إطار مفهوم "الاستثناء الثقافي" ومن منطلق أن دعم الثقافة استثمار في المستقبل. وحمل الصايل القطاع الخاص مسؤولية الوضع الذي آلت اليه القاعات السينمائية في المغرب، حيث لم يبذل المستغلون المجهود الكافي لاعادة تأهيل بنيات الاستقبال وحولوا مداخيلها الى الاستثمار في قطاعات أخرى هروبا من تحدي الأزمة. وفي ما يتعلق بسياسة الدعم العمومي للإنتاج، أكد الصايل أن مبدأ الدعم لا تراجع فيه غير أنه فتح الباب أمام إمكانية مراجعة آلية الدعم في سياق مواكبة التدفق الانتاجي الذي يعرفه القطاع السينمائي بالمغرب. وحول الجدل الذي دار حول مستوى بعض الأعمال التي استفادت من الدعم، شدد مدير المركز السينمائي المغربي على الاستقلالية المطلقة للجنة المكلفة بانتقاء الأعمال المستفيدة في اختياراتها التعبيرية. واقترح من جهة أخرى تنظيم مناظرة وطنية تلتئم فيها مختلف الفعاليات المهنية المعنية بالمنتوج السينمائي لبلورة إجابات جماعية عن الإشكاليات والتحديات المطروحة على مستقبل الفن السابع بالبلاد. وتعليقا على الأصوات التي دعت الى انتقاء قبلي للأفلام المرشحة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم، توقع الصايل أن يتم تبني آلية للانتقاء القبلي في حال تجاوز الأفلام المنتجة 25 الى 30 فيلما. وطرح بعض الصحافيين الأفارقة الذين تابعوا فعاليات المهرجان، خلال الندوة الصحافية، سؤال التعاون المغربي الافريقي في مجال السينما، الأمر الذي اعتبره الصايل اختيارا إراديا واضحا، تعكسه مساهمة المغرب في حوالي 30 فيلما افريقيا. وأكد بالمناسبة إيمانه بتعزيز التعاون مع الدول المتطلعة الى نهضة سينمائية حقيقية مثل السينغال والكوت ديفوار وبنين وبوركينا فاسو. وقال نور الدين الصايل في هذا السياق إن المركز السينمائي المغربي يضع خبراته التقنية وبنياته التكنولوجية رهن إشارة السينمائيين الأفارقة وكذا المغاربيين. وأفاد تقرير أنشطة المركز السينمائي المغربي برسم 2011 أن الانتاج المغربي انتقل من 15 فيلما عام 2009 الى 19 فيلما عام 2010 ثم 23 في العام المنصرم. وحسب التقرير، فقد حطمت السينما المغربية رقما قياسيا من حيث المشاركات الدولية والجوائز المحصل عليها. فقد شاركت الأفلام المغربية في 118 مهرجانا عام 2011 مقابل 83 مشاركة عام 2010. وقد منح 18 مهرجانا 42 جائزة للفيلم المغربي.