تمن أمس الأربعاء بدائرة كلميمة بإقليم الرشيدية، تدشين مشروعين اجتماعيين، صحي وتربوي، بغلاف مالي إجمالي ناهز 78 مليون درهم، وذلك بتمويل من دولة قطر. وهكذا تم خلال حفل حضره بالخصوص الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني خالد برجاوي، وسفير دولة قطر بالمغرب، وعامل الإقليم، والمفتش العام لوزارة الصحة، ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمنتخبون، تدشين مركز تصفية الدم التابع لمستشفى 20 غشت والذي تطلب إنجازه غلافا ماليا بلغ 20 مليون درهم. ويتكون هذا المشروع، الذي يقع على مساحة إجمالية تقدر ب2442 متر مربع، من قاعة للعلاج بطاقة استيعابية تبلغ 25 سريرا وقاعة للاستقبال ومرافق إدارية وأخرى تقنية ووحدة للإيواء تتكون من 18 غرفة علاوة على مطبخ ومرافق صحية. وبالجماعة القروية ملاعب تم تدشين المدرسة الجماعاتية تاوريرت والتي تطلب إنجازها غلافا استثماريا فاق 58 مليون درهم. ويتكون هذا المشروع، الذي شيد على مساحة 7315 متر مربع، من 10 أقسام بمرافقها وداخلية بطاقة استيعابية تصل الى 200 تلميذ وتلميذة، بالإضافة الى مقصف ومطعم ومطبخ بمرافقهما ومبنى خاص بالإدارة التربوية ومكتبة ومبنى خاص بالمصبنة ومرافق صحية وسكنيين للمدير والحارس ومرافق خارجية. ويندرج هذا المشروع المجتمعي الأول من نوعه بالرشيدية في إطار اهتمام وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بتنويع مصادر وقنوات التعلم، وسعيا لتجويد التعليم بالعالم القروي لتجاوز المعيقات والحد من الإكراهات والاختلالات على مستوى التجهيز والبنيات التحتية والموارد البشرية من خلال تجميع الوحدات المدرسية في مجمع واحد يعطي تعليما نموذجيا يضمن تكافؤ الفرص لتلاميذ الوسط القروي ويسمح بتقليص وادخار عدد من المجهودات والطاقات والنفقات. وسيساهم هذا المركب التربوي في الحد من الهدر المدرسي ويضمن جودة التعليم، كما سيعمل على ترشيد الموارد المالية والبشرية ويضمن استقرار الأساتذة والحضور الفعلي للتلاميذ، والقضاء على الأقسام المشتركة بشكل نهائي، وتجنب الاكتظاظ والأقسام المتعددة المستويات وبالتالي الرفع من نسبة الاحتفاظ. كما يهدف هذا المشروع التربوي، الذي سيتوفر على التجهيزات المدرسية الضرورية لضمان حسن سير العملية التكوينية والتعليمية، الحد من تشغيل الأطفال بعد فترة التمدرس في الأنشطة الفلاحية وتحسين نظرة الآباء والأمهات تجاه المدرسة العمومية، علاوة على انفتاح المؤسسة على محيطها الاجتماعي وضمان الدعم البيداغوجي والتقوية بالنسبة للمتعثرين والتتبع والتأطير اليومي لجميع التلاميذ وضمان ظروف ملائمة للعمل بالنسبة للأساتذة وتقليص كلفة التمدرس وسهولة مراقبة وتأطير عمل المدرسين. وفي كلمة بالمناسبة، أكد الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني على الأهمية التي يكتسيها تدشين هذين المشروعين الاجتماعيين واللذين يهدفان الى تقريب الخدمات الصحية والتربوية لساكنة المنطقة، مضيفا ان هذين المشروعين يندرجان في اطار سعي الوزارة الى ارساء مفهوم المدارس الجماعاتية وتنمية العرض المدرسي بالوسط القروي. من جهته، أبرز سفير دولة قطر بالمغرب أهمية التعاون الثنائي بين المغرب ودولة قطر، مؤكدا على استمرارية هذا التعاون التي يجمع بين البلدين الشقيقين تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وتطرق سفير دولة قطر، في هذا الاطار، إلى أهمية هذين المشروعين ودورهما في خلق شروط صحية وتربوية لساكنة هذه المنطقة وكذا محاربة ظاهرة الهدر المدرسي وخاصة في صفوف الفتيات. بدوره، أبرز عامل الاقليم أن هذين المشروعين يندرجان في اطار إحداث خمسة مشاريع كبرى بإقليم الرشيدية رصد لها غلاف مالي اجمالي فاق 350 مليون درهم والتي تهم بناء مركب اجتماعي وثقافي ورياضي، ومركز تسويق منتوجات الصناعة التقليدية والمنتوجات المحلية بأرفود ومسجدا. وأضاف أن هناك مشروعين آخرين يوجدان في طور الدراسة والمصادقة تتعلقا بتجهيز جناح لأمراض القلب والشرايين بمستشفى مولاي علي الشريف وإعادة تأهيل وبناء طريق دائرية على مدخل مدينة الرشيدية، وذلك بقيمة استثمارية تصل الى 16 مليون درهم، مشيرا الى ان مجموعه هذه المشاريع التي تتكلف دولة قطر بتمويلها ستشكل قيمة مضافة ومتميزة بالنسبة للإقليم وذلك على كافة الاصعدة الاجتماعية والصحية والثقافية والرياضية والطرقية.