سارعت صفحات شيعية في العراق ولبنان إلى الترحيب بالتدخّل الروسي في الحرب على تنظيم "داعش" بالمنطقة، وهو الأمر الذي كان مُتوقعاً أصلاً على اعتبار روسيا حليفاً لإيران الداعم الأساسي لأنظمة الحُكم في كل من العراق وسوريا. وقد تتردّد في الخطاب المُعلن لتلك الصفحات ،هذه الأيام ،المُقارنة بين دور كل من واشنطن وموسكو، متّخذة شكل الحملة الطوعية لشيطنة الأولى وتلميع صُورة الثانية. التدخل الروسي إلى جانب نظام بشار الأسد، أشعل حملة شيعية كبيرة لمُناصرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تتداول صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مزاعم من قبيل أن بوتين يمتد بالنسب إلى مُحارب نصراني (اسمه وهب حسب اعتقادهم ) قاتل مع الحسين في كربلاء ضد جيش يزيد سنة 61 للهجرة. صفحة "حشدنا" الشيعية ،نقلت نص حديث "أوس ضرغام الياسري"، الذي أورد حديثاً عن الإمام السجاد "ابن الحسين" ويرويه "أبو جعفر" وفيه يقول: سألت الإمام السجاد عن وهب النصراني فقال: "يخرج من صلبه من ينصر شيعتنا ويُجاهد أعداءنا"، مشدداُ على أن الرواية صحيحة ومعتمدة لدى "أهل العلم" ،حسب زعمه. ويضيف "ضرغام" في محاضرة مكتوبة نشرتها صفحات شيعية، أن "قدر شيعة أمير المؤمنين كان ولا يزال يتلقى النصرة من أصحاب الأديان الأخرى، ومنهم وهب الأنصاري وجون بن حوى اللذان قاتلا واستشهدا مع الإمام الحسين"، حسب قوله. وأضاف: "اليوم يأتي بوتين ليكمل المسيرة من بعدهما"، على حد تعبيره. من جهتها، قالت "خادمة المقاومة الشيعية" ،إن "وهب الأنصاري اتبع الإمام بعد رؤيته معجزة تدفق البئر من تحت الصخرة التي أزالها الحسين، في حين قرر بوتين مناصرة الشيعة بعد أن شاهد صمودهم الأسطوري في وجه داعش ومن تحالفَ معهم"، وفق قولها.
إلى ذلك ،أفردت صفحات تابعة لميلشيات الحشد الشعبي الشيعي جزءاً كبيراً من تغطيتها الإخبارية لنشر مواضيع عن الشكر والثناء على الموقف الروسي الداعم للنظام السوري، مع تصاميم مركبة لصور يظهر فيها بوتين وهو يرتدي العمامة الشيعية، وأخرى وهو يؤدي الزيارة للمراقد الشيعية في قم وكربلاء والنجف.