أكد الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، السيد إدريس الكراوي، اليوم الاثنين بلشبونة، وجود إمكانات هائلة للشراكة بين العالم العربي والبلدان الناطقة بالبرتغالية، مسجلا أن استثمارها يظل رهينا بتوفر إرادة سياسية حقيقية. ولاحظ السيد الكراوي، في مداخلة خلال ندوة حول موضوع "الشراكات البرتغالية - العربية من أجل التنمية"، أن هناك "قصورا" في توظيف وتثمين هذه المؤهلات التي ما تزال غير مستكشفة في عدة مجالات، داعيا إلى إحداث مجموعة للتفكير تتكفل بإنجاز تشخيص حول الشراكة البرتغالية - العربية. وفي معرض تطرقه للعلاقات بين المغرب والبرتغال، أكد السيد الكراوي توفر البلدين على رؤية جيو-استراتيجية مشتركة مرتكزة على التعاون الثلاثي خدمة لبدان إفريقيا الناطقة بالبرتغالية. وأبرز، في هذا السياق، أن المغرب جعل من إفريقيا خيارا للمستقبل، ليس بالنسبة له فحسب، ولكن لمصلحة كافة الشركاء الذين يسيرون مع المملكة، جنبا إلى جنب، نحو القارة السمراء، مشيرا إلى آفاق الشراكة القائمة مع البرتغال، "بلد السلم الذي يمضي بهدوء على درب التقدم، ويقدم صورة بلد جذاب ذي إمكانيات هامة في مجال الشراكة". وشدد السيد الكراوي على مؤهلات المغرب "البلد الذي ينعم بالأمن والاستقرار، والذي تعامل بطريقة ذكية، متسامحة، ومنفتحة في تدبير المجال الديني". وعلى الصعيد الاقتصادي، ذكر السيد الكراوي أن المغرب يتوفر على مجموعات مالية وبنكية كبرى متواجدة في 22 بلدا إفريقيا وهو ما يبرز، من ضمن عوامل أخرى، الظروف الملائمة التي توفرها المملكة في مجال الشراكة مع البرتغال والبلدان الإفريقية الناطقة بالبرتغالية. واستعرض، بهذه المناسبة، مختلف الآليات التمويلية خاصة صناديق الاستثمار العربية والصناديق السيادية المتواجدة في المغرب والتي تحظى لديها المملكة بالمصداقية. من جهته، أكد أنطونيو فيغيريدو لوبيز، عن المعهد البرتغالي - العربي للتعاون، أهمية بناء شراكة متينة بين البلدان الناطقة بالبرتغالية ونظيراتها العربية والاستفادة من العلاقات التاريخية والروابط المتميزة القائمة بينها على الصعيد السياسي والثقافي والاقتصادي. من جانبه قدم فرانسيسكو ألميدا ليتا، عن شركة (تمويل التنمية)، عرضا حول أهداف الشركة التي تهدف إلى دعم المقاولات البرتغالية وشركائها في المشاريع التي ينفذونها بالبلدان النامية. ويروم هذا اللقاء، الذي نظم بمبادرة من المعهد البرتغالي - العربي للتعاون، بتعاون مع شركة (تمويل التنمية)، المساهمة في النقاش حول آفاق التعاون بين البرتغال والعالم العربي، من خلال إقامة شراكات بين المقاولات البرتغالية في البلدان النامية وخلق قاعدة مالية قوية في العديد من البلدان الأخرى. وتتوزع أشغال هذا اللقاء على محورين رئيسيين هما "الأهمية الجيو-سياسية لعلاقات عريقة" و"الوسائل والفرص والحاجيات التمويلية للتعاون البرتغالي العربي". وشارك في أشغال هذا اللقاء، على الخصوص، سفراء عدد من البلدان العربية وتلك الناطقة بالبرتغالية، بالإضافة إلى باحثين وأرباب مقاولات برتغاليين وعرب.