أكد وزير التجهيز والنقل السيد كريم غلاب، أمس الثلاثاء بلشبونة، أن المغرب عاقد العزم على النهوض بعلاقات التعاون والشراكة مع البرتغال، خاصة في مجال النقل الجوي والسككي والبحري. وقال السيد غلاب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب اجتماع مع وزير الأشغال العمومية والنقل والاتصالات البرتغالي السيد أنطونيو ميندونسا، "إن المغرب يرغب في النهوض أكثر بالعلاقات الاقتصادية مع البرتغال، الذي تبحث العديد من مقاولاته عن فرص أعمال بالمملكة، خاصة في مجال النقل الجوي والسككي والبنيات التحتية الطرقية". وأضاف السيد غلاب، الذي يقوم بزيارة للبرتغال تستمر يومين، أن هذا اللقاء الذي يأتي عقب الاجتماع رفيع المستوى الذي عقد في يونيو الماضي بمراكش، شكل مناسبة لاستعراض سبل تكثيف التعاون ونسج شراكات بين المقاولات المغربية والبرتغالية العاملة في هذه المجالات، خاصة وأن الإمكانيات التي يتعين استثمارها من قبل كلا الجانبين مهمة. وخلال هذا الاجتماع، الذي حضرته السيدة كريمة بنيعيش سفيرة المغرب بالبرتغال، ذكر الوزير بالمشاريع المهيكلة التي تم إطلاقها بالمغرب وبالدينامية التنموية التي يعرفها قطاع النقل الجوي، الذي يشكل عنصرا مهما يتعين إدراجه ضمن معادلة علاقة اقتصادية مستديمة. ونوه السيد غلاب، بهذه المناسبة، بإقامة 29 رحلة جوية أسبوعية بين البلدين، إلى جانب الرحلات التي تؤمنها شركات الطيران ذات الكلفة المنخفضة التي تؤمن التنقل بين نفس الوجهتين، مشيرا على سبيل المثال إلى شركة (ريانإير) التي أعلنت عن إقامة خط يربط بين بورتو ومراكش ابتداء من الأسبوع الجاري. وأبرز الوزير، الذي يترأس وفدا هاما يضم مسؤولين بمقاولات ومكاتب للهندسة، أن هذا الاجتماع تمحور أيضا حول سبل نسج علاقات شراكة مع المقاولات البرتغالية، مركزا في هذا الصدد على ضرورة تنسيق المقاولات بكلا البلدين لجهودها بهدف السير قدما في إطار التعاون الثنائي وفي هذا الصدد، ذكر السيد غلاب بأنه خلال السنوات الخمس الأخيرة، بلغ حجم الأعمال التي عهد بها إلى مقاولات برتغالية تعمل على الخصوص في مجالي النقل السككي والبنى التحتية الطرقية أزيد من 500 مليون أورو. وقال الوزير إنه بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي كبوابة على العالم العربي وإفريقيا، فإن المغرب يشكل شريكا استراتيجيا بالنسبة للمقاولات البرتغالية، مؤكدا أن الأمر يتعلق بمجال للتعاون يتعين أن يشكل محورا استراتيجيا للشراكة. وبخصوص الصيد البحري، أبرز السيد غلاب أن هذا اللقاء شكل مناسبة ليتدارس الجانبان معا مشروع الخط البحري الرابط بين المغرب والبرتغال، مسجلا أنه من المقرر عقد اجتماع بهذا الخصوص بين السلطات المينائية والبحرية بالبلدين قبل بداية سنة 2011 بالرباط. من جهته، أشاد السيد ميندونسا بالعلاقات "المتميزة" القائمة بين البلدين، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع شكل مناسبة سانحة لبحث إمكانيات تكثيف روابط التعاون والشراكة بين المقاولات البرتغالية والمغربية، ولتجديد التأكيد على الإرادة المشتركة للنهوض باستثمارات كلا الجانبين. وبعدما أبرز الوزير البرتغالي الدينامية التي تطبع الاقتصاد المغربي، دعا "إلى الاستفادة من العلاقات الممتازة بين البلدين بهدف تعميق وتعزيز التعاون الثنائي، خاصة في ظل هذه الظرفية التي تتسم بالأزمة الاقتصادية العالمية". حضر هذا الاجتماع، على الخصوص، السادة محسن العلوي محمدي مدير الشؤون التقنية والعلاقات مع المهنة بوزارة التجهيز والنقل، ويونس التازي مدير الاستراتيجية والبرامج والتنسيق في مجال النقل، ومحمد سموني مدير قطب التنمية بالمكتب الوطني للسكك الحديدية، وعبد الحق جنين مستشار اقتصادي بسفارة المغرب بالبرتغال.