للوهلة الأولى سيتبادر الى الذهن تلك النظرة و ذاك الحكم القيمي الذي ورثها المواطن العادي في عاديات أيامه عن التكبر و رفض الطلبة الاشتغال في المناطق النائية و ما الى ذلك … توارث ايضا تلك النطرة التي مفادها ان الطالب الطبيب مجرد جزار صغير، يتكبر و يتعالى ان يداوي ابناء الناس المعزولين و المنفيين في اقاصي الجبال و المناطق البعيدة … و لكن ما ينساه المواطن العادي دائما انه لا خير فيما كان مصدره حكومي هذا ما علمتنا اياه السنوات القليلة الماضية، لهذا رأينا ذاك الاعتصام بالكلينيكس الذي لم يعهد له مثيل، اتي بنتائج كبيرة، حيث استطاعوا ان يوصلوا قضيتهم الى الجميع … لنوضح ما تعذر توضيحه، لماذا كان ذاك الاحتجاح بتلك الطريقة رافضين ما اتى به السيد الوردي رفضا باتا، طلبة الطب لا يرفضون الاشتغال بالمناطق النائية و لكن يرفضونها في اطار عقدة لمدة سنتين دون ضمانات و بعدها مستقبل مجهول، يجب ان نقف احتراما لهؤلاء الطلبة الذين احتجوا و يدافعون عن حقهم بطرق حضارية، كما يجب ان نقف احتراما لهم لأنهم يقومون بالدفاع نيابة عن باقي القطاعات ضد قانون هو مخطط ، ضد مخطط املته اللوبيات و كذا البنك الدولي و هي الخدمة الاجبارية في اطار عقدة لمدة معينة، مخطط موجه الى جميع القطاعات دون استثناء، مخطط يقتل نهائيا على الوظيفة يحرم كل الاجيال القادمة من ضمان مستقبلها، مخطط يكرس استفادة الدولة من خريج لمدة معينة و اعادة الحلقة مع خريج جديد و هكذا … ان نجح مع طلبة الطب سيمرر هذا القانون بلا شك ليشمل القطاعات الاخرى … اننا في مرحلة تتهجه فيه الدولة بكل تباث الى خوصصة القطاعات و هو ما يتوافق ما مقولة رئيس الحكومة بنكيران حينما قال آن للدولة أن ترفع يدها عن الصحة و التعليم … و ان ما يحز في النفس هو التغيبب الممنهج الذي تعمده النقابات و تغييبها لهذا الملف الجامع للفئات كلها بتواطئها مع الدولة بعد السياسة العريقة في التفرقة، و ايضا اللاتضامن بين القطاعات رغم ان القضية مشتركة .