نظم الاتحاد الوطني للأطر العليا المعطلة مسيرة حاشدة كانت مقررة أن تتجه صوب وزارة الداخلية، غير أن القوات العمومية قامت بتفريقها أمام البرلمان أسفر عنه إصابات متفاوتة الخطورةفي صفوفهم نقل على إثرها بعض الأطر إلى مستشفى ابن سينا، كما خلف حالات من الإغماءات والهلع في صفوف المارة الذين استنكروا بشدة هذا التدخل العنيف. كما تزامن هذا الشكل مع تواجد مجموعة أطر المكفوفين المعطلين الذين خاضوا شكلا احتجاجا نوعيا أمام البرلمان حيث عمدوا فيه إلى إدخال أجسادهم داخل أكياس الطحين الصفراء الفارغة حاملين قنينات البنزين في أيديهم، مهددين بإحراق ذواتهم غير أن القوات العمومية حالت دون حدوث ذلك. وجاءت مسيرة الاتحاد ردا على بعض تصريحات رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران التي كان قد ألقاها أثناء حملته الانتخابية الأخيرة متهما المعطلين بأنهم مسخرين من طرف أحزاب كحزب الأصالة والمعاصرة، الاتهام الخطير الذي لم يقبله المعطلون البتة باعتبار ذلك مجرد افتراء من السيد رئيس الحكومة لتبرير تعاطيه الغير المسؤول مع ملف المعطلين، خاصة وأن تواجدهم في شوارع الرباط دليل على تجسيد معاناة شريحة اجتماعيةلا انتماء حزبي لها ولا وساطات، ولو كان لهم انتماء حزبي لما تواجدوا في شوارع الرباط على غرار الشبيبات الحزبية التي لا تعرف للاحتجاج أمام البرلمان سبيل لتوفرهم على سبل أخرى. كما عبر الاتحاد عن تضامنه مع مجموعة أخرى من المكفوفين المعطلين الذين خاضوا اعتصاما مفتوحا منذ 10 غشت 2015 التي تم فكه بالقوة الأسبوع الماضي. كما عبر الإتحاد عن عزمه مواصلة احتجاجاته السلمية التي دامت قرابة الخمس سنوات والتي لم يعرف فيها سوى القمع المستمر وحصار واعتقالات وسجن شباب ذنبهم أنهم كرسوا حياتهم لطلب العلم وطالبوا باستثماره في شغل يخدم المصلحة العامة ويحفظ كرامته وينقذ أسر من الفقر.