شكلت الانتخابات الجماعية التي حصدها الاستقلال عبر ربوع المملكة ضربة موجعة للحزب الذي راهن على لسان أمينه العام على اكتساح النتائج النهائية ، غير ان واقع الحال كشف عن خلل كبير أفقد الحزب بريقه السابق ، في وقت كان أبناء علال يتصدرون سباق الرئاسة على مستوى الجماعات المحلية . و قد كان لهذه المفاجأة غير المنتظرة من طرف أنصار الحزب أثر بالغ على نفسية جل مناضليه ، حيت لاحت في الأفق بوادر شرارة من الغضب و السخط على الوضع العام للحزب ، غضب قد يتجسد قريبا على مستوى هياكل الحزب ، خاصة بعد خرج عدد من كوادره الأساسية عن صمتهم مطالبين بالتغيير ، في اشارة قوية على عدم رضاهم على المستوى الذي أسقط حزب الميزان في غياهب التراجع و التردي . في ذات السياق ، فقد عبر السيد محمد الزهاري رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان المقربة من الحزب في تعقيب له على " هاشتاغ " لأحد مناضلي الحزب بمدينة تمارة تحت عنوان : " حزب الاستقلال بحاجة الى النقد الذاتي.. #استقلالي_و_افتخر " ، عن عدم رضاه لما آل إليه وضع الاستقلال حاليا حيت قال : " لابد من مراجعة تنتظيمية جدرية ، فالحزب يجب أن يعود اليوم إلى نبعه الفكري " ، موضحا ان المواطن الغربي له بذلك المواطن الذي قبل بأي مرشح مهما كانت مؤهلاته مؤكدا على ان : " مواطن اليوم محتاج إلى مرشحين يتمتعون بالمصداقية والنزاهة الفكرية ، والصدق والوفاء وليس إلى من يستطيع تغطية مصاريف حملة انتخابية مفترضة مبنية على التمويل المالي " ، و في مقابل ذلك شدد الزهاري على ان الحزب مطالب بالاستثمار في استعادة ثقة المواطنين ، موضحا على أن : " الرأسمال الذي سيعتمد في المستقبل هو حصيلة الارتباط بقضايا المجتمع وهموم المواطن ". معطيات قد يكون لها أثر بالغ في تحديد استراتيجية و معالم الحزب في قادم الايام ، خاصة بعدما ارتفعت أصوات حناجر من داخل الحزب تطالب بالتغيير ، تغيير قد يكون من بين أولوياته الأساسية رحيل حميد شباط و من معه ... من الذين تسببوا في تراجع شعبية أعرق حزب في المغرب .