لم يكن أحد أبدا يتوقع ان تكون نتائج الانتخابات الجماعية على هذا النحو المفاجئ ، و لم يكن احد يتوقعا أبدا أن تعصف رياح الغضب و السخط الشعبي بعدد من الرؤوس التي ظلت جاثمة على قلوب الشعب لعقود من الزمن رغما عن انف هذا الشعب . النتائج النهائية التي أعلنت عنها الداخلية المغربية ، منحت حزب الاصالة و المعاصرة الرتبة الأولى على صعيد المملكة بواقع 6655 مقعدا ، بنسبة مئوية بلغت ازيد من 21 بالمائة ، يليه حزب الاستقلال بحصة 5106 مقعدا ، متبوعا بحزب العدالة و التنمية الذي استطاع أن يتحصل على 5021 مقعدا ، و هي نتائج لم تكن أبدا متوقعة ، سواء من حيت الاعداد المحصل عليها ولا حتى الأحزاب التي تمثلها . بروز الاصالة و المعاصرة حزب جديد استطاع أن يعتلي سبورة الاحزاب الوطنية على مستوى تدبير الجماعات المحلية ، يعطي صورة على العمل الجاد و القاعدي الذي سلكه الحزب من الوصول لهذه المرتبة ، العدالة و التنمية يؤكد بهذه النتائج استمرار ثقة الشعب المغربي به ، بالرغم من الانتقاذات التي وجهت إليه مؤخرا ، فيما احتفظ حزب الاستقلال بقاعدته المعروفة التي تصوت للحزب لا للأشخاص ، و لم تخرج نتائج هذه السنة عن منحنى سابقاتها . الجديد في هذا الاستحقاق الانتخابي ، هو سقوط أسماء وازنة جدا على مستوى الساحة السياسية الوطنية ، ظلت تتربع على كرسي الرئاسة لسنوات طوال ، و هو ما أضفى مصداقية كبيرة لهذه الانتخابات ، بعدما اعتاد الشعب على اكتساح هذه الاسماء خلال الانتخابات الماضية ، و هنا نتحدث عن فؤاد العماري بطنجة ، حميد شباط بفاس ، فاطمة الزهراء المنصوري بمراكس ، ساجد بالدار البيضاء ، القباج بأكادير ، بنشماس بالرباط ( يعقوب المنصور ) ، و فتح الله والعلو بالرباط ... سقوط هذه الاسماء جاء ليؤكد شفافية صناديق الاقتراع ، و حق الشعب المغربي في من يمثله ، و لتسقط بذلك كل الشائعات الاسابقة التي قالت بتحكم الداخلية في نتائج الاقتراع ، مؤشر من شأنه ان يعيد للشعب الثقة الكلية في مؤسسات الدولة ، في انتظار أن يقول الشعب المغربي كلمته مرة أخرى لاختيار ممثليه بالبرلمان المغربي السنة القادمة .