ها هي تعود لتشن على الناس في المغرب، الحربُ المسماة ب" الإنتخابات" ، مع عودتها البشعة ، و بإيعاز من الإدارة ، التي تعطي ضوءها الأخطر، لمليشياتها "الأحزاب" المدججة بكل أنواع اللامصداقية الأخلاقية و السياسية ، تندلع أولى مراحل هذه الحرب بهجوم الأفتراء و البهتان ، أو ما يعرف ب: الحملة الإنتخابية حرب إنتخابية يقل فيها الحياء و الصدق . ضراوة معارك دوائرها ، لا تدع أي مجال للناس كي يحتموا من المناوشات الدعائية ، و من إجتياح اللقاءات الخطابية المفخخة بشتى ضروب الحيل و الأوهام السياسية.. في خضم الأجواء الإنتخابية المشحونة ،لا يبقى أي ملجأ يفر إليه الناس ، سوى الإحتماء داخل ملاجئ كبيرة جدا ، ألا و هي ملاجئ اللامشاركة و عدم إيلاء القيمة و الإهتمام للمسرحية . لكن ، و رغم شراسة الهجمة على المغاربة ، قبل وأثناء الحملة و بعدها ، تبقى حرب الإنتخابات عاجزة ، كعادتها ، على إرضاخ و زعزعة قناعة الأغلبية المتذمرة ، المتخندق أفرادها ، داخل خنادق و قلاع المقاومة ، أو ما يسمى جورا بالمقاطعة و العزوف. هي إذن الأغلبية المخدوعة التي تعبر عند كل إستخفاف إنتخابي ، على أنها مؤمنة بأن ما تسميه الدوائر الحاكمة بالإستشارات الشعبية ، تظل غير ذات جدوى ، في ظل الواقع المحلي المعروف و المعطيات العالمية القائمة.. خلال هذه الإنتخابات – الحرب ، و تحت غطاء إعلامي واسع و رهيب ، ترتكب جرائم رسمية في حق من بلغوا السن القانوني للتصويت ، خاصة فئة الشباب ، يُستهدفون بشكل سافر ، يُعتدى عليهم في أسواقهم ومنازلهم و مساجدهم و شوارعهم و مقاهيهم و في كل مكان ، بالقصف غيرالعشوائي المدروس بصواريخ الوعود الكاذبة المُرفقة ، ببراميل إستصغار العقول ، والرمي الممنهج برشاشات النفاق و الزرع متعمد لألغام شراء الذمم . و تستمر ثم تستعر ،على مدى أيام الحملة ، نيران العدوان الإنتخابي على الناس ، أثناءها يتجند مسلحو الحرب الإنتخابية - المترشحون- و كلهم إصرار ، على تنفيذ خطط الأحزاب الحربية ، الهدف الأول و الأخير منها ، هو إيقاع أكبر عدد من الضحايا و المصابين الذين حق لهم رمي الورقة في مصيدة الإدلاء بالصوت و المشاركة يوم 04 شتنبر 2015 . .. و بعد تكرار الهجمات و تنويع إستراتجياتها ، يتحقق للبعض مرادهم ، باسقاط الكثير من المغرر بهم ضحايا الديموقراطية التشاركية الوهمية ، فيهم الأبرياء و فيهم العكس ، و سقوطهم ما كان ليحدث، لولا إستخدام قيادات المعارك الإنتخابية للأساليب المحرمة ديموقراطيا و أخلاقيا منه: * إستخدامهم للمال الحرام و الأظرفة السمينة و النحيفة. * وعود و ممنيات كاذبة. * وهم التغيير و أمل في الإصلاح * الإنتماء الصوري، و الولاء الأعمى للجماعات الحربية، كحرب الإتحاد الإشتراكي، و حرب الإستقلال، و حرب العدالة و التنمية، و حرب الأحرار و حرب الأصالة و المعاصرة، و حرب الإتحاد الدستوري.. * العمالة و الإنتهازية..
* عدم إعطاء الناس للعملية قيمتها التي تستحقها
* الجهل السياسي و الأمية.
* الخوف و التهديد.
* العصبية القبلية و القرابة... على المباشر، و في ليلة وضع هذه الحرب الإنتخابية البشعة أوزارها - ليلة الإعلان عن النتائج ، تشرع القاعدة المركزية - وزارة الداخلية - في توزيع الغنائم – المقاعد و المجالس، على من أوقع بطش مواجهاتهم السياسية ، أكبر عدد ممن إختاروا دفن أصواتهم ، داخل مقابر جماعية زجاجية أو بمعنى أدق - الصناديق الإنتخابية. عندها يفرح الفائزون " أمراء الحرب " بما أعطي لهم من مقاعد داخل مجالس الجماعات، ثم يغضب و يحتج المندحرون ويقولون إن حربهم التي خاضوها ، لم تمر في الاجواء المرجوة ، بل أن القيادة المركزية - الإدراة ، لم تتلتزم أثناء العدوان الإنتخابي بالحياد الإيجابي ، مما سمح للرابحي الحصول على أسلحة الفوز شامل ، أبادوا بواسطتها خصومهم في المكاتب و الدوائر . "إعادة الإعمار" هاجس يظل دائما يشغل الرابحين في هذه الحرب الإنتخابية، إذ أن نزيفا كبيرا شهدته جيوبهم ، نتيجة ما صرفوه خلال مواجهاتهم الميدانية ، لذا تجدهم يدخلون في سباق مع الزمن ، لتسريع إعادة إعمار جيوبهم و تعمير أرصدتهم بالأموال و العقار و الهدايا و الرشاوي، و هو أمر يستدعي خوض حرب باردة من نوع أخر ، أسلحتها يعرفونها هم جيدا،... و تستمر الحرب و تستمر الإنتخابات و يستمر العبث ، و يستمر معها ألم القلب و ضياع الوطن