عادة ما تتألف كل جامعة من كليات عديدة تشمل مختلف الاختصاصات الأدبية والعلمية وتدرس باللغة العربية بينما تسود اللغة الفرنسية في الكليات والمعاهد العلمية في الوقت الذي تنفرد فيه جامعة الأخوين بالتدريس باللغة الانكليزية، والكائنة عند السلسلة الأطلسية في مدينة إيفران، وتتميز جامعة الأخوين، بخلاف الجامعات الحكومية في الدول العربية، باستقلالية مناهجها الدراسية من مراقبة وزارة التعليم.
قصة تأسيس الجامعة:
تأسست جامعة الأخوين في 25 يوليو من سنة 1992 على موقع جغرافي استراتيجي جعلها متميزة عن باقي الجامعات العربية والدولية، وفتحت أبوابها أمام الطلبة في سنة 1995 ويبلغ عدد الطلاب بها ما يزيد عن1030طالباً، يتوزعون على ثلاث كليات وهي تتميز بنظامها الأكاديمي الأنجلو سكسوني. وقد تحولت هذه الجامعة إلى معلمة علمية وثقافية تناشد الجامعات العالمية الكبرى، ويضاهي مستوى التعليم فيها معظم الجامعات العالمية.
فحسب ما جاء به مؤرخ المملكة المغربية ومدير الوثائق الملكية الأستاذ محمد عبد الوهاب بن منصور "أن الملك الحسن الثاني كان يهدف إلى إنشاء جامعة عالمية تكون رأس الرمح السلمي والثقافي والتثقيفي لجميع اللغات وجميع الأجناس..." ولقي هذا المشروع ترحيب الجانب السعودي الذي أراد هو الآخر المساهمة في ذلك المشروع الثقافي. وتعتبر صداقة الملكين اللبنة الأساسية لهذا المشروع. وسميت الجامعة "بالأخوين" نسبة للملكين التي كانت تجمعهم روابط أخوية.
وحسب ما يحكيه البعض، فإن قصة تأسيس الجامعة تعود إلى حادث انفجار ناقلة نفط إيرانية قرب السواحل المغربية في بداية التسعينات، مما أدى إلى تسرب كميات هائلة من النفط إلى السواحل المغربية، وحتى يتسنى للسلطات المغربية تفادي كارثة بيئية، فقد خصص الملك فهد بن عبد العزيز مبلغ 50 مليون دولار تسلمته الخزينة العامة للمملكة المغربية للاتخاذ الإجراءات اللازمة، إلا أن عامل الرياح دفع البقع الزيتية بعيدا عن السواحل المغربية في اتجاه أعالي البحار، وبالرغم من أن الوضع تغير بتغير اتجاه هبوب الرياح بحيث لم تعد هناك ثمة مخاطر ببيئية تحدق بالشواطئ المغربية، فلم يقم الملك فهد حينها بمطالبة المملكة المغربية بإعادة المبالغ المالية التي كانت مخصصة لمكافحة امتداد البقع النفطية للسواحل المغربية، وهكذا أتت فكرة تأسيس الجامعة بمبادرة من الملك الحسن الثاني وبتعزيز من الملك فهد بن عبد العزيز.
وإذا كانت كلمة "إفران"، وهي كلمة أمازيغية، تعني الكهوف.. نظرا لوجود المغارات المنتشرة حول محيطها الطبيعي، فإن اسم جامعة الأخوين، والتي تضم كلية إدارة الأعمال وكلية العلوم والهندسة وكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية ومركز اللغات، يرمز إلى الراحلين الملك الحسن الثاني والملك فهد بن عبد العزيز اللذين يعود الفضل لهما في تأسيس الجامعة، والتي تعتبر بمثابة ثمرة للتعاون البناء بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية، وهي الآن من أشهر الجامعات في البلاد، وتوفر لروادها الطلبة كل وسائل التعليم العالي والمتطور، في أفضل الظروف بمنأى عن ضجيج المدن الكبرى.
وإذا كان بعضهم يلقبها ب" هارفارد العربية"، فلأنها تستحق هذا اللقب عن جدارة واستحقاق نظرا لكونها تعتبر مدرسة تكوين دبلوماسي الغد ومركزا علميا ينافس كُبريات الجامعات العالمية العربية والأوروبية، كما أن بعضهم يطلق عليها اسم "جامعة الأغنياء"، إذ تبلغ تكلفة الرسوم الجامعية فيها 4000 أورو، ما يعادل 4600 درهم، ومن أجل تبديد الفروق الاجتماعية، عمدت إدارة الجامعة، في وقت سابق، على إجبار طلبتها إلى الانخراط في أعمال اجتماعية كشرط لاجتياز امتحانات الماسترز، فكان يتوجب على كل طالب تقديم دروس خصوصية بالمجان لأبناء أهالي القرى المجاورة. أما بالنسبة للطلبة النابغين الذين يتعذر عليهم دفع تكاليف الدراسة فقد استحدثت الجامعة برنامج منح يُمول من خزينة الدولة، وتعتبر الأمريكية جوليانا فورمان، أول طالبة حصلت على ماسترز من جامعة الأخوين، والتي ترأس وتسير إدارة إحدى الشركات الدولية في مدينة طنجة حاليا. كتبت حنان الطيبي - الشبكة العربية العالمية