ذ. عبد الغني العمراني الزريفي مما عمت به البلوى في مجتمعنا إنشاء علاقة محرمة بين الفتاة والفتى وذلك بما يعرف بالصداقة أو المصاحبة , فلا شك بأن هذه العلاقة محرمة قال تعالى (وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ )[النساء : 25] أي مصاحبات أصدقاء , وقال عز وجل (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً )[الأحزاب : 32] ومن أسباب ظهور هذه الآفة الخطيرة : البرامج التي تبثها بعض وسائل الإعلام التي تبث سمومها في المجتمع وذلك عن طريق الأفلام المكسيكية المدبلجة والتركية وغيرها من المسلسلات التي جل مواضيعها الحب والغرام , وهدفها هو إفساد أخلاق المجتمع ونشر الرذيلة . بعض المواقع الإلكترونية التي تشجع على إنشاء هذه العلاقة المحرمة , وذلك عبر الفايسبوك أو الماسينجر وغيره من مواقع الدردشة . سوء تربية الأبناء , فالتربية الإسلامية للأبناء تلعب دورا مهما في عدم ظهورهذه المعضلة الخطيرة , التي ترمي بمجتمعنا إلى مستنقع الرذيلة والفاحشة . التقليد الأعمى لليهود والنصارى في عاداتهم السيئة . الاختلاط في مدارسنا للأسف الشديد بين الذكور والإناث سواء في الجامعات أو الثانويات أو الإعداديات , فكثير ما سمعنا بفتيات الجامعات ذهبن لتدرسن في الجامعة وانشأن علاقات محرمة وأذى بهن ذلك إلى ما لا يحمد عقباه وجلبن لأسرهن الخزي والذل والعار , وكم سمعنا كذلك بفتيات الحي الجامعي بعد ما كانت شريفة صالحة أصبحت للأسف بدون شرف نتيجة لإنشائها علاقة محرمة , والأب المسكين يظن بأن ابنته تدرس وتحصل العلم . ومن أثار اتخاذ الفتاة صديق لها : شيوع الفاحشة في المجتمع فغالبا ما ينتج عن هذه العلاقات ظهور فاحشة الزنا وبالتالي جلب العار لأهل الفتاة تفكيك الأسرة بسبب اتخاذ البنت خليلا لها . وبعض الشباب عندما تنصحه بعدم مصاحبة الفتاة فيقول لك إن علاقتي بهذه الفتاة بريئة , فأقول له ولغيره هل ترضى أن تكون لأمك صديق أو خليل أو بالأحرى هل ترضى لأختك أن يكون لها صديق أو لبنتك فأكيد ستجيب بلا, فكيف لا ترضاه لأختك أو أمك أو ابنتك وترضاه لأختك المسلمة . فو الله الذي لا إله إلا هو جل الشباب الذي يتخذ صديقة له فهدفه قضاء شهوته منها وبالتالي تركها لحالها , فعندما تقول للشاب الذي يتخذ صديقة له لماذا لا تتزوج بهذه الفتاة فيقول لك بأنها مادامت خرجت معي فأكيد بأنها ستخرج مع غيري , وبالتالي لا تصلح أن تكون زوجة لي . فهل ترضين لنفسك يا أختي الذل والهوان, وتقولين بعد هذا علاقتي بالشاب الفلاني بريئة أو يشوبها الاحترام , فإذا كان هذا الشاب أو هذا الشخص له نية صالحة فليدخل من الباب و لا يدخل من النافدة, وليتقدم لخطبتك من أهلك إن كانت نيته صالحة كما يزعم . وفي الختام أقول لكل فتاة متخذة صديقا لها اتق الله يا أختي ولا تجعل من نفسك بضاعة رخيصة ذليلة, وصون شرفك . أسأل الله أن يهدي شبابنا وإخوتنا المسلمات وأن يلهمهن الرشد والصواب , وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين