عرفت مدينة وجدة خلال الفترة الأخيرة ميلاد سلسلة من الأوراش والمشاريع المهيكلة التي ستساهم في تعزيز الموقع الاستراتيجي لعاصمة الشرق والدينامية التنموية التي تعرفها في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية . وتعكس هذه المشاريع، التي تأتي لتعزز التحول والتغيير الذي تعرفه مدينة الألفية ، الدعم الموصول والعناية السامية التي يحيط بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس هذه المدينة وساكنتها من خلال الزيارات المتتالية لجلالته لإطلاق وتدشين مشاريع تنموية جديدة . وتشكل هذه المشاريع بمختلف أنواعها وأبعادها الثقافية والاجتماعية والرياضية والتنموية، استمرارا للأوراش الكبرى المهيكلة والإنجازات الهامة التي شهدتها المدينة بشكل خاص وباقي أقاليم الجهة بصفة عامة ، لاسيما على مستوى النهضة العمرانية والشبكة الطرقية ومختلف التجهيزات والبنيات التحتية التي تم إنجازها ، خاصة في إطار المبادرة الملكية السامية لتنمية الجهة . فقد تعززت البنية التحتية الصحية بمدينة وجدة ، بتدشين صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال زيارته لعروس الشرق نهاية يوليوز المنصرم للمركز الاستشفائي الجامعي "محمد السادس"، الخامس من نوعه على المستوى الوطني، الذي من شأنه تطوير البنيات الاستشفائية بالجهة وتعزيز الخدمات الصحية الأساسية المقدمة للساكنة . وتجسد هذه البنية الاستشفائية الإرادة الراسخة لجلالته في تطوير البنيات التحتية التي تمكن المرضى في وضعية هشاشة من الاستفادة من الخدمات الصحية في أحسن الظروف، وتقريب الخدمات الصحية من المواطنين، وكذا حرص جلالته على ضمان تكافؤ الفرص في الولوج إلى العلاجات والرفع من جودتها لفائدة جميع شرائح الساكنة . وينضاف إلى هذا الإنجاز الصحي مسرح "محمد السادس " الذي دشنه جلالة الملك بنفس المناسبة ، والذي يشكل النواة الأولى لجيل من المسارح الكبرى ذات المواصفات الاحترافية العالية التي تمكن من مواكبة الدينامية الثقافية والفنية بالجهة وكذا المساهمة في تعزيز بنيتها التحتية الثقافية وتطوير القطاع المسرحي بها . وتكتسي هذه المعلمة الثقافية والفنية، التي تتسع ل 1200 مقعد، أهمية بالغة باعتبارها تشكل فضاء ملائما لاحتضان الإبداع وأنشطة الفرق المسرحية الشابة، ومن ثم إعطاء دفعة قوية للحركية الفنية والمسرحية والثقافية بالجهة، وكذا تكريس إشعاعها الفني خاصة أنها أنجبت أسماء لامعة كانت لها بصمتها البارزة في تطوير أبي الفنون بالمغرب . ومن بين المنجزات الأخرى التي تحققت مؤخرا بمدينة وجدة تلك المرتبطة أساسا بالتأهيل الحضري وإعادة الهيكلة وتعزيز المرافق الجماعية والبنيات التحتية ، إلى جانب مشاريع هامة ذات طابع اجتماعي واقتصادي بالوسطين الحضري والقروي ، والتي تتوخى ضمان إرساء دعائم التنمية المستدامة وتحسين إطار العيش الكريم لساكنة المنطقة . ويتعلق الأمر بالمشاريع المندرجة في إطار برنامج التنمية المندمج لمدينة وجدة (2013 - 2016)، الذي يروم مواكبة التنمية الاقتصادية والحضرية والديموغرافية التي تشهدها المدينة عبر تعزيز الشبكات الطرقية والماء الصالح للشرب والتطهير السائل والبيئة والوقاية من الفيضانات ، إلى جانب المشاريع المتعلقة بالمرافق الرياضية والترفيهية ومعالجة إشكالية المنازل الآيلة للسقوط والمهددة بالفيضانات . ويهدف هذا البرنامج المندمج، الذي ترأس جلالة الملك حفل التوقيع على اتفاقية الشراكة المتعلقة به يوم 20 يونيو 2013 ، ورصدت له مبالغ مالية إجمالية قدرها 826 مليون درهم، إلى مواكبة التنمية الاقتصادية والحضرية والديموغرافية التي تشهدها المدينة .