في إحدى النقاشات المنزلية مع الأسرة حول مسألة غطاء الرأس هل من الدين في شيء هل هو فرض أم لا . دافعت عن طرحي بكون قطعة القماش تلك مجرد عرف إجتماعي وستايل لباسي بمعنى يضيف نوعا من اللمسة الجمالية على المرأة كباقي الأكسسوارات. وبالتالي لا علاقة له بالإسلام والتدين كما يسميه الإخوان المسلمين بالمغرب ، العدالة والتنمية ، بحجابي عفتي...
وفي خضم هذا الحوار أجابتني أمي بجملة أو عبارة دقيقة وغاية في البلاغة " منين كنت صغيرة شابة في الثمانينات لم نكن نسمع في المغرب عن شيء سميتو الحجاب أو الحلال أو الحرام " لتضيف " كنت أعيش داخل أسرة محافظة ولكنا متفتحة حيث كنت أرتدي التنورة والفساتين ولا أضع أي قماش على شعري "
و أسهبت قائلة " لم أضع غطاء الرأس إلا في منتصف التسعينيات بسبب ظهور فتاوى ما يسمى بالإخوان التي نجبر المرأة على تغطية شعرها "
بعد الإستماع لتدخل أمي هذا ، الذي لخص كل شيء بالنسبة لي ، وضعت كلامها هذا في سياقه التاريخي فوجدته صحيح 100%
فالمجتمع المغربي في الستينيات إلى الثمانينيات عرف تفتحا كبيرا بسبب الإحتكاك مع الحضارة الأروبية ، إلى درجة القيام بالديفيلي او عرض الأزياء بالبكيني...وظهور ملابس عصرية أنيقة من حيث التصميم والشكل
لكن في نهاية الثمانينيات مع الثورة ، المتخلفة ، الخمينية الإسلامية تغير كل شيء في المجتمعات العربية مع بروز الفكر المتطرف والحركات الإرهابية في السعودية تحت مشروع الصفوة ، في المغرب ظهور الشبيبة الإسلامية المسمات حاليا بالعدالة والتنمية ، تحول أفغانستان لمسنتقع لمتخلفي طالبان وغيرها، في مصر الإخوان المسلمين الإرهابيين الذين إنطلقوا منذ 1928 مع الحسن البنة مرورا بسيد قطب الذي جيش الشباب على الإرهاب والجهاد...ظهور المد الإخواني بالصومال ، بوكو حرام في نيجيريا ، في السودان ، ليبيا الان مع سوريا والعراق ....
هذا المد الظلامي الأصولي حول حياة الناس لجحيم بفتاوة تنهل من تراث إسلاموي متخلف ، حيث كفرت الأحزاب وحرمت الديمقراطية ،وظلمت المرأة بكلمات متعفنة من قبيل عورة وفتنة ، تمت شيطنة الغرب ووسمه بالكفر والكفار ، حورب الفن والمسرح والسينما والنحت الإبداعي....
هذه الفتاوى المتعفنة أنتجت لنا بيئة أو خلفية إجتماعية مليئة بالمستنقعات حيث تحول الشباب إلى إرهابيين أو قابلين للإرهاب تحت دريعة نصرة الإسلام وتطبيق شرع الله.