إحياء ليالي رمضان على الطريقة العلمانية نظم مجلس مقاطعة يعقوب المنصور بالرباط التي يترأسها حكيم بنشماس القيادي في "البام"، بشراكة مع دور نشر مغربية، ندوة تناولت العلاقة الملتبسة بين التدين والسياسة. وعرفت هذه الندوة مشاركة المتطرف العلماني المصري محمد سيد القمني، الذي قدمت له كل من فوزية برج والكاتب سعيد لكحل، هذا الأخير الذي استغل تدخله ليفرق -كعادته- أحكام جاهزة على كل من يخالف فكره المتطرف؛ متهما أساتذة التعليم بالداعشية، والدولة بالتواطئ مع التطرف، والمجلس العلمي الأعلى ب"مجلس شورى داعش"، ومحرضا الأسر المغربية على التبليغ بأبنائها إذا ظهرت عليهم علامات التشدد/التدين. كانت هذه مقبلات فقط لليالي رمضان على الطريقة العلمانية، حيث استهل المفكر العلماني المتطرف سيد القمني الذي تعتزم حركة "ضمير" ويومية "الأحداث" أيضا استضافته يوم الجمعة المقبل بمقر الجريدة بالدار البيضاء، من أجل تقديم (قراءة عقلانية لتراثنا الديني). استهل كما قلت تدخله بتساؤله المعروف هل الله أراد من المسلمين إقامة دولة إسلامية على سطح الأرض؟ مجيبا في الآن نفسه وبطريقة "عبقرية": أن الله لو أراد إقامة دولة إسلامية على الأرض لما انتظر طوال سنين بعد الفينيقيين واليونان والروم والفرس. كما عرَّضَ القمني برسول الله صلى الله عليه وسلم خلال الندوة نفسها ورماه بالجهل ونقل معلومات غير صحيحة علميا، واستهزأ برسول الوحي جبريل عليه السلام، وبالصحابة الكرام... وعلى العموم؛ فهذا تهجم غير مستغرب من يساري متطرف موغل في الماركسية و"الخبزوية" في الوقت نفسه. فبرجوعنا إلى ما سطره في كتابه (الحزب الهاشمي) نجده يقول: "إنَّ دين محمد -صلى الله عليه وسلم- مشروع طائفي، اخترعه عبد المطلب الذي أسس الجناح الديني للحزب الهاشمي على وفق النموذج اليهودي "الإسرائيلي"، لتسود به بنو هاشم غيرها من القبائل"؛ الكلام واضح لا خفاء فيه ولا لبس، الإسلام دين طائفي اخترعه عبد المطلب ليسود بني هاشم! وفي موطن آخر من الكتاب يقول: "إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- قد وفَّر لنفسه الأمان المالي بزواجه من الأرملة خديجة -رضي الله عنها-، بعد أن خدع والدها وغيَّبه عن الوعي بأن أسقاه الخمر"!!. وفي كتابه (الأسطورة والتراث) (ص:362-364) ادعى أن: "القرآن لا يعتَد بالحقيقة، وإنما باللحظة الراهنة، فيتقرب إلى اليهود ويجاملهم حين يكون المسلمون بحاجة لهم، ثم يهاجمهم ويُنَكِّل بهم حين يقوى المسلمون"!!.. وقال في السيدة مريم عليها السلام التي برأها القرآن الكريم، في المرجع السابق (ص:179): "كانت مريم منذورة للبغاء المقدس والعهر مع الآلهة، فبين الآلهة والجنس علاقة وطيدة... لا يمكن أن تنجب بدون رجل يأتيها -كما تعتقد بعض المجتمعات المتخلفة شبه البدائية وكما تعتقد بعض الديانات الكبرى القائمة إلى الآن"!!! ومعروف عن القمني موالاته المطلقة للأمريكان وأتباعهم، وقد مدح "بول بريمر" (المبعوث الرئاسي الأمريكي السابق إلى العراق) حيث قال: إن بريمر "بفتحه للعراق أفضل من الصحابي الجليل عمرو بن العاص عندما فتح مصر"!!! وباختصار؛ لأن ضلالات هذا الأفاك كثيرة، فلا يمكن بحال تسمية الهرطقات والاتهامات والطعون التي يلقي بها القمني يمينا وشمالا مشروعا فكريا؛ وإنما هي محاولة يائسة لتدنيس المقدس، وسعي حثيث لاستدرار الدعم الأجنبي والصهيوني الذي ينفق بسخاء على هؤلاء الأفاكين والطاعنين في خيرة خلق الله والرسالة التي جاؤوا بها، وكل من يدافع عنها. وقد حذر علماء الأزهر في مصر من القمني وكتاباته لمخالفتها للمعتقد وتعاليم الدين، وعدائها الصريح للإسلام والأنبياء والمرسلين. إنه في الوقت الذي يلهج فيه الصائمون والمصلون بذكر الله تعالى، ويتحلق العلماء حول أمير المؤمنين لينهلوا من تراث المسلمين وعلومهم في شتى المجالات، يتحلق على الضفة الأخرى العلمانيون ليطعنوا في سيد المرسلين وإمام المتقين صلى الله عليه وآله وسلم، ويهينوا أصحابه، ويحاربوا شريعته. هكذا يحيي العلمانيون ليالي رمضان..