يزن دماغ الإنسان أقل من كيلوغرام ونصف، وفي هذا الحيز توجد كل الأفكار والمشاعر والمعلومات والذكريات والتحيزات والمعارف، كما يوجه الدماغ السلوك من خلال العقل الباطن، ويقوم العقل الواعي بعمليات التخطيط. الخلايا العصبية هي المكون الرئيسي للدماغ، وهي التي تقوم بوظائف التعلم والذاكرة، وتنقل الإشارات إلى جميع أنحاء الدماغ سواء كهربائياً أو كيميائياً. هناك نوع آخر من الخلايا يسمّى الخلايا الدبقية، يقوم بعزل الخلايا العصبية وتوفير الدعم الهيكلي لها والتمثيل الغذائي. يتم فصل كل خلية عصبية عن زميلتها من خلال مساحة صغيرة تسمّى المشبك، وهي نقاط الاشتباك العصبي التي يوجد منها الكثير داخل الدماغ، لأن عدد الخلايا العصبية يبلغ مليار خلية! كيف نتعلم ونحفظ؟ المساحة الصغيرة التي تسمّى المشبك هي التي تقوم بالدور الأهم عند التعلم. لتشكيل الذكريات على المدى القصير تطلق الخلايا العصبية كميات كبيرة من الناقلات العصبية عبر المشبك، ما يجعل التواصل بين الخلايا أقوى، أما لتشكيل الذاكرة طويلة الأمد فيجب إنشاء اتصال أكثر تشابكاً على طول المسار المكوَّن من سلاسل من الخلايا العصبية. لذلك عندما نتقدم في العمر يصعب التعلم والتذكر، لأن تشكيل مسارات طويلة يتعرض للتشويش. شيخوخة الدماغ. في وقت مبكر من سنوات المراهقة تكون قدرتنا على إيجاد الحلول الإبداعية للمشاكل في عنفوانها، ويستمر ذلك حتى ال 40، بعد ذلك تبدأ عادة تسمّى "النسيان الحميد"، فتنسى أين وضعت مفاتيح سيارتك، وتنسى بعض الأماكن والأسماء والمواعيد، وأين أوقفت سيارتك، وعند بلوغ ال 70 تصبح مشاكل الذاكرة كبيرة. تحدث شيخوخة الدماغ نتيجة صعوبة تحويل الذاكرة قصيرة الأمد إلى ذاكرة طويلة الأمد. يحدث ذلك كنتيجة طبيعية لانخفاض عدد ونشاط نقاط الاشتباك العصبي في المناطق التي تشكل ذاكرة الدماغ. لذلك إذا كنت تشعر بالقلق على ذاكرتك وتسأل هل ما تتعرض له ذاكرتي أمر طبيعي؟ غالباً الإجابة نعم، فالنسيان الحميد أمر طبيعي، لكن هناك مشاكل أخرى مثل الزهايمر والخرف تستدعي القلق لها أعراض أخرى.