أعادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تسليط الضوء مجددا على التحولات التي عرفتها المملكة العربية السعودية في الأشهر الأخيرة، وخاصة التغييرات التي قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز منذ توليه زمام الحكم في السعودية.. مشيرة إلى أن تلك التغييرات تمثلت في تغيير ملامح السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، وطريقة انتقال الحكم داخل العائلة الملكية، على خلاف ما ذهب إليه بعضهم في البداية، الذين لم يتوقعوا حدوث أي تغيير كبير. مقال الصحيفة الأميركية أوضح أن العاهل السعودي، ومن خلال إطلاق حملة الضربات الجوية ضد الحوثيين باليمن، ورفع وتيرة الدعم المخصص للمعارضة في سورية، أعطى الإشارات على مساعي المملكة إلى لعب دور أكثر حزماً، مضيفاً أن هدف الملك سلمان، حسب ما يرى الخبراء، هو حماية المسلمين السنة ضد ما يرى أنه نفوذ متصاعد لشيعة إيران. "هذه لحظة سعودية في المنطقة"، كما جاء في تعليق للصحيفة أدلى به نواف العبيدي، المستشار السابق بالديوان الملكي السعودي، الذي استطرد قائلا إن " الحلفاء العرب يرون السعودية بمثابة القائد الأكثر استقرارا ومقدرة، في وقت تتخبط فيه مصر بأزماتها الداخلية". وأضاف العبيدي من خلال أحاديثه مع الملك سلمان، تبيّن أن العاهل السعودي يرى أنه "يتعين عليك قلب الوضع لصالحك، بدل أن تترك الأوضاع تتحكم بك". المقال ذكر كذلك أن ما دفع السعوديين إلى تبني مواقف أكثر حزماً هو تخوفهم من تزايد نفوذ إيران، من خلال دعم المليشيات التي تقاتل بالوكالة نيابة عنها في العراق، وإرسال الدعم المالي والعسكري لنظام بشار الأسد في سورية. كما أوضح المقال أن السعودية قررت بدء عمليات "عاصفة الحزم" في شهر مارس/ آذار بعدما استولت مليشيات الحوثيين على مناطق واسعة باليمن، فيما يتهم المسؤولون السعوديون إيران بدعم تلك المليشيات. من جهة أخرى، أشار المقال إلى أن النظام السعودي تعود على تلقي الدعم الأميركي لا سيما في ما يتعلق بالشؤون الأمنية، في وقت تشدد فيه إدارة الرئيس، باراك أوباما، على أن دعمها السعودية لم يطرأ عليه أي تغيير. إلا أنه، وحسب المقال، يتخوف المسؤولون السعوديون من قيام الولاياتالمتحدة بتقليص التزاماتها تجاه شركائها التقليديين في الخليج لصالح التقارب مع إيران، بعدما تمكنت إدارة أوباما في أبريل/ نيسان من التوصل إلى اتفاق أولي بشأن البرنامج النووي الإيراني.