"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"؛ ولذلك أقول: اللهم إن هذا لمنكر وحسبنا الله ونعم الوكيل في من يقف وراء ما يجري في بلادنا ويحاك ضد نسائنا وبناتنا في مغرب العروبة والإسلام. لم أجد في حقيقة الأمر ما أفتتح به كلامي هذا، من باب أضعف الإيمان في تغيير المنكر، أفضل وأبلغ مما بدأت به عسى الله أن يرحمنا وينجينا مما يفعل السفهاء من بني جلدتنا. فقد تعاقبت الضربات الموجعة في هذه الأيام في كرامتنا وتلطخت سمعة بلدنا المسلم بل وتلوثت أكثر مما كانت عليه بفضل "رجالاتها" الأشاوس من أمثال عيوش و"عصابته الفنية" في فيلمه"الرائع جدا ، الزنا اللي فيك وليس الزين اللي فيك" والقائمون على مهرجان "مواخير من جمع ماخور" وليس موازين الذين لا يذخرون جهدا في " تنوير شبابنا" من خلال أولا تنظيم هذا التهريج في وقت استعدادات طلابنا وطالباتنا لامتحانات نهاية العام الدراسي بمختلف مستوياتهم، ثم ثانيا من خلال الانتقاء الراقي في جلب عباقرة الفن العالمي في "الستربتيز" من أمثال جاي لو التي أتحفت المراهقين بعروضها الساخنة على خشبة السويسي في حضور جماهيري وازن ضم للأسف مسؤولين كبار في الدولة! وبخصوص المهرجان وجب التوضيح أننا لسنا معترضين على إقامة المهرجانات شريطة أن تكون لها إضافة نوعية، فلا أحد يعترض كثيرا على مهرجان فاس الذي يحمل اسم الموسيقى الروحية لرقي ذوق اختيار ضيوفه، ولكن أن يستغل موازين لإختلال الموازين والمعايير الأخلاقية في المجتمع فهذا مرفوض ولا يقبله عقل، فلم يكن الفن ملازما للتعري والستريبتيز أبدا في أي بلد من بلدان العالم وما قدمته لوبيز " شغل ملاهي ستريبتيز وعلب ليلية وليس سهرة عمومية". قد يقول البعض إن المهرجان بل إن تلك السهرة بالذات لاقت – مع الأسف- إقبالا منقطع النظير رغم المغالاة في مهر حضورها التي تراوحت تذاكر حضورها بين 1200 درهم (سميك) و4500 درهم ( أجرة موظف باك +4)، وأن الناس أحرار فيما يشاهدون ويختارون، أقول نعم هذا صحيح ولكن أن تفرض تلك السهرة بالذات على عائلات المغاربة ممن لم يختاروا الذهاب إلى السويسي عبر جهاز التلفزة العمومية التي يؤدي المغاربة مصاريفها من جيوبهم فهذا أمر غير مقبول ويجب على من يتحمل مسؤوليته دفع الثمن وإن كلف المنصب سواء لوزير الاتصال أو من يثبت ضلوعه في تلك المهزلة. وقد حاول البعض إلباس التهمة بالوزير ومسؤوليته المباشرة في القضية كما يحاول البعض الآخر تحميل حكومة "الإسلاميين" وزر المهرجان خصوصا وأنهم كانوا من أشد منتقديه قبل الاستوزار والحكومة، ولكن يجب الاعتراف أن الأمر أكبر من أي معارض للمهرجان خصوصا وأنه يقع تحت الرعاية السامية لجلالة الملك كما يظهر في كل دعايات المهرجان وفي ذلك إشارة من المنظمين على أن هناك إرادة عليا تؤيد إقامته. فمرة أخرى لسنا ضد المهرجانات ولكن شريطة أن تحترم الذوق العام للمغاربة إن لم يكن من حيث المضمون الفني –الغنائي فمن الجانب الأهم وهو الخصوصية المغربية المحافظة مع بعض الحياء الواجب للأسرة المغربية التي لم تصل بعد إلى حد العلمانية الماجنة بأن يشاهد الأب مع أولاده وبناته مؤخرات وتضاريس أجسام العراة من فنانات العلب الليلية كما هو حال جينفير لوبيز التي قامت ومن يرافقها من فرقتها بحركات إيحائية صاخبة يخجل المرء من مشاهدتها لوحده فما بالك مع أهله. فكيف نطلب من بناتنا عدم التعري ومن شبابنا عدم التحرش ونحن نحرضهم على ذلك باستدعاء من يدعوهم جهارا للفاحشة وندفع له مقابل مادي خيالي، فاتقوا الله في أبنائنا وبناتنا يا مسؤولينا يا محترمين. أما الجزء الآخر من هذا الموضوع فهو لفيلم نبيل عيوش " الزين اللي فيك" أو "ماتش لوفد" Much Loved، مع أن العنوان الإنجليزي لا علاقة له مع العنوان الدارج. هذا الفيلم الذي حاول فيه هذا المغربي تجاوزا، لأنك إذا سألته بينك وبينه سيجيبك بكل وضوح ودون تردد أنه فرنسي ويحمل الجنسية الفرنسية ويفتخر بها أكثر من جذوره المغربية بغض النظر عن ديانة والدته وتوجه أبيه، حاول أن يتميز فوقع في المحظور حسب اعتقادي من خلال الجرأة الزائدة عن حدود اللباقة. كان واضحا الهم التجاري والربح السريع من الفيلم، على طريقة أفلام المصري السبكي، أكثر من أي شيء آخر وإن كان هو يبرر أن اللقطات التي نشرت لا تمثل فكرة الفيلم ولا تعكس مضمونه! فعندما يعتمد مخرج على بائعات هوى لم يسبق لهن التمثيل أبدا ولسن نجمات سينما ولا ربما لم يحضرن فيلما من قبل فهذا دليل على أنه لم يجد من يجسد له فيلمه الجنسي ذاك إلا من خلال استغلال فئة من بنات الليل اللواتي ليس لديهن ما يخسرنه والأمر عندهن سيان، طبعا بمشاركة "سيدة الأعمال" التي تفتخر بانتمائها لمدينة مراكش مدينة زينب النفزاوية المرأة الحديدية ومدينة ابن تاشفين الذي امتد صيته إلى حدود فرنسا كقائد عظيم ومدينة النقاب والحشمة التي مع الأسف تحولت باسم السياحة إلى "كباريه" ووجهة للمتهتكين والمتهتكات؛ هذه الممثلة النكرة التي هي أم بدون زواج وقد أقرت هي بذلك حيث أن لها ابنة من برازيلي ثم شخص آخر يدعى ديدان قيل إن زملاءه تأسفوا على اختياره المشاركة في ذلك الفيلم الخليع. هذا الفيلم – الظاهرة قال مخرجه في برنامج إذاعي إنه تطرق للواقع وأنه حاول الحديث عن ظاهرة موجودة وإثارة الانتباه إليها، كما قال إنه أحس بالألم لما تحدث مع بطلات الفيلم وعلم ما يعانونه من مشاكل في الحياة وهموم وظروف قاسية ألقت بهم في غايابات الرذيلة والعلب الليلية، وكيف أن بعضهن كن ضحايا اغتصاب واستغلال جنسي إلى آخره من المبررات التي أراد من ورائها كسب تعاطف الناس معه ومع ممثليه؛ ولكن هذا الكلام مردود عنه لأن المغربيات وهن الأغلبية فقيرات ومكافحات وعفيفات ولا يقبلن على تلك الأفعال الدنيئة بسبب الفقر والحاجة بل يكافحن في العمل بعرق الجبين في المعامل والمصانع والحقول والمزارع والبيوت والقيام في الأسحار لكسب قوتهن بعرقهن ولا يرضين ببيع أجسادهن وأن من اخترن طريق الرذيلة للكسب منحرفات بالأصل ولا قيم لهن ويعانين من فراغ روحي ووازع أخلاقي وديني. الفقر ليس عيبا بل حافزا للتألق والتميز وإثبات الذات والاعتماد على النفس. إن تسويق صورة المغرب بتلك الطريقة يا عيوش وتلخيص صورة المرأة المغربية أمام العالم في صورة عاهرة بخسة الثمن يستمتع بها ذوي الكبت الجنسي من كل بقاع العالم فيه إذلال لأمهاتنا وأخواتنا وبناتنا الشريفات العفيفات الموقرات المناضلات المكافحات، بل والمتفوقات في العلوم والتكنولوجيا والطب وعلوم الطيران وعلوم الفيزياء والكمياء والفلك والأحياء والرياضيات والأعمال والسياسة والأدب والدين وحفظ القرآن وتجويده وفي بيوتهن ورعاية أطفالهن وإعداد الأجيال الصالحة ويشهد لهن بأنهن من أجمل وأشطر النساء وأفضل النساء في رعاية الأسرة وتربيتها فجازهن الله خيرا عنا، والويل والذل والهوان لمن بعن أنفسهن بثمن بخس دريهمات قليلة. إن هذا الفيلم وتلك الفئة المشاركة فيه هم من يسيئون للمرأة المغربية العظيمة ولسمعة بلدنا المسلم رغم أنف العلمانيين الذين يريدون تحويله إلى ماخور وتحويل المغربيات الشريفات إلى بضاعة بخسة تباع في سوق النخاسة وتعريتها في كل النوادي باسم الحداثة والعلمانية. نعم هناك عاهرات كما هو الحال في كل بقاع العالم وليس هذا استثناء مغربي تختص به المرأة المغربية وحدها، ولكن من الحيف أن يتاجر عيوش وأمثاله في بؤس من خربن أنفسهن وانجرفن وراء الربح السريع والأهواء وحياة الليل والهروب من الواقع والفشل في مواجهة الحياة كما فعلت وتفعل الأغلبية الساحقة والسواد الأعظم من المغربيات الشريفات. ثم هناك أيضا مسؤولية الدولة فيما يجري، والتي عليها حماية عرض المغاربة وسمعة البلد من أمثال هذا المخرج والضرب بيد من حديد على كل من يعبث في شرف المغاربة باسم السياحة وتحقيق الربح السريع باستغلال المرأة وجسدها في الكباريهات والعلب الليلية، وتشديد عقوبة المغتصبين ومحاربة الفساد الاجتماعي والأخلاقي وتحقيق عيش كريم لكل المغاربة ومراقبة الحدود لمنع سفيرات السوء ممن يعبثن بسمعة البلد في العالم بأسره؛ وهم والحمد لله قلة حتى لا نظلم الشريفات من بناتنا اللواتي يرفعن الرأس بتفوقهن في عملهن وكفاحهن في مناصبهن وأعمالهن وفي ميادين مختلفة ومناصب متعددة في مختلف دول العالم. سمعتنا أيها الأحبة ممن فيهم حبة خردل من الغيرة على عرضنا وعرض بناتنا وأخواتنا في العالم في الحضيض، إذ لا يقتصر الأمر على إخواننا في الخليج فقط كما حاول أن يصور لنا ذلك عيوش في فيلمه بل في كل بقاع العالم وحتى الدول المجهرية كمالطا مثلا. حاولت دائما تفادي الحديث في هذا الموضوع الذي يؤلمني كثيرا ويشكل مصدر ضيق لي كلما سافرت إلى بلدا من بلدان العالم. فبمجرد أن تعرف بهويتك إلا يبادرك أحدهم بالسؤال : بلدكم جميل ورائع وأناسه طيبون لكن ما سبب تفشي ظاهرة (...) -خجلت حتى من كتابة الكلمة احتراما للشرفاء والشريفات من المغاربة الأحرار- هذا الكلام تسمعه في أفريقيا وفي شرق آسيا وفي أميركا اللاتينية وفي أوروبا وفي أميركا الشمالية وفي العالم العربي وطبعا في دول الخليج بل وحتى في مصر التي لها ما لها من نصيب في هذا الأمر والأردن. فإلى أين نحن ذاهبون؟ وفين غاديين او فين غاديين بنا هاذ الناس؟ فمن كثرة ما يشاع على بلدنا من انحلال وعهر أصبح البعض كلما ذكر اسم المغرب كوجهة يتبادلون النظرات وكأنه ذاهب إلى بيت دعارة؛ واسألوا من يعيش في بعض الدول العربية وليس فقط دول الخليج كيف أن الواحد منهم يقول لك بكل أريحية ودون حرج أريد زيارة المغرب لكن زوجتي تمنعني!! بل إن شباب من دولة عربية شقيقة تبادلوا فيما بينها صورة طائرة عبارة عن " عضو ذكري" كتب عليها الرحلة المتوجهة إلى المغرب!! هل هذا هو بلدنا فعلا؟ كلا وألف لا بل هي الصورة التي رسمها أمثال عيوش ومشجعوا الفاحشة ممن ينادون بالحرية الجنسية. فحسبنا الله ونعم الوكيل في كل من أساء للمرأة المغربية.