توفي الحسن الثاني سنة 1999 و تولى ولي عهده مولاي محمد الحكم بعده، و بدأ الشعب ينتظر خبر زواج الملك الذي كان يبلغ آنذاك 36 عاما. و بعد مرور سنة و سنتين و بعد طول الانتظار، فكر البعض في أن الملك ربما تزوج و احتجبت زوجته كما كان الأمر بالنسبة لوالدته و كافة حريم القصر، و بدأ الجميع ينتظر خبر ولادة ولي العهد... وفي خضم ذلك الانتظار تم الإعلان عن الخبر المفاجأة؛ خطوبة الملك من سلمى بناني و هي مهندسة دولة في الإعلاميات، التقى بها الملك عندما كان ما يزال وليا للعهد في مجموعة أونا التي كانت تقضي فيها فترة تدريب ميداني في الهولدينغ الملكي. فتم التعارف بين الملك و المهندسة الشابة كأي تعارف بين شابين مقبلين على الزواج. وبعد مدة انتشر خبر أن الملك سيتزوج من شابة مهندسة ابنة مصرفي كبير. فكان الخبر اليقين الذي أكد جزءا من الإشاعة و نفى جزءا آخرمن خلال الحوار الذي أجراه الملك محمد السادس مع الصحفية الفرنسية آن سنكلير سنة 2001 حيث قال " في ما يخص خطيبتي، سلمى بناني التقينا منذ أكثر من سنبين، إنها مهندسة في الإعلاميات، و ليست ابنة مصرفي كما قيل، و إنما هي ابنة رجل تعليم يقطن بفاس". سنة بعد ذلك و بالضبط يوم الخميس 21 مارس سنة 2002 تم عقد القران في القصر الملكي بالرباط و بدأت حفلات الزفاف التي اطلع عليها الشعب المغربي و العالم بأسره في مدينة مراكش يوم الجمعة 12 أبريل 2002. و منحت زوجة الملك محمد السادس لقب صاحبة السمو الملكي؛ مع العلم بأن زوجات الملوك كن يلقبن بأم الأمراء و أم الشرفاء. لقد أتيح للشعب لأول مرة اكتشاف طقوس زواج الملك الذي تم وفق التقاليد المغربية. لقد كان لزواج الملك من ابنة الشعب الأثر الكبير على تصور الشعب حول زوجة الملك و طقوس الزفاف الملكي الذي توج قصة حب بين الملك و ابنة الشعب. فما كان حديث الخاصة و العامة على حد سواء سوى عن هذا الزواج الأشبه بقصص ألف ليلة و ليلة. و في الثامن من ماي سنة 2003 توج الزواج و الحب بإنجاب ولي العهد مولاي الحسن ثم في يوم الأربعاء 28 فبراير من سنة 2007 ولدت الأميرة للا خديجة.