دعا الباحث الجامعي، محمد أمراني علوي، إلى إعادة تأهيل الموقع التاريخي لمدينة سجلماسة بوصفها مركزا حضاريا هاما طبع مسار الدولة المغربية على مدى قرون طويلة. واستعرض الباحث المهتم بالتاريخ المحلي، اليوم السبت، في محاضرة على هامش الدورة الثالثة لمهرجان مرزوكة لموسيقى العالم، جملة من مظاهر الازدهار الحضاري والاقتصادي والثقافي التي عرفتها حاضرة سجلماسة في العصر الوسيط، مبديا أسفه لحالة التدهور التي يعيشها الموقع التاريخي. ونبه الباحث الى أن بابا وحيدا هو الباب الشمالي (باب أهل فاس) ما يزال صامدا من بين الأبواب الأربعة لقصبة سجلماسة التي جسدت الطابع الأمني لمدينة محصنة. واستعاد أمراني علوي الأهمية التاريخية للمدينة في قلب الجنوب الشرقي للمملكة الذي اكتسى دائما موقعا محوريا في مسارات تطور الدولة المغربية، مذكرا بأنها أول مدينة بنيت في المغرب بعد الفتح الإسلامي عام 142 هجرية على يد بني مدرار. أما اقتصاديا، فبسط الباحث سيرة قوة اقتصادية رائدة في العصر الوسيط، وهي المدينة التي كانت تنطلق منها القوافل التجارية الى السودان، مما جعلها موطن تراث حضاري مختلط بروافد أفريقية وأمازيغية وعربية وأندلسية وخصوصية عمرانية متميزة. وأشار أمراني العلوي، الباحث في الكلية المتعددة الاختصاصات بالرشيدية، الى أن سجلماسة شكلت في العهد المريني ثاني مدينة من حيث حجم الضريبة المؤداة للسلطة المركزية، كما لعبت دور عاصمة لضرب العملات الخارجية وتجارة الذهب وانتعاش الصناعات الحديدية. وشكلت الندوة مناسبة لتجديد الدعوة الى إيلاء مزيد من الاهتمام بالموروث التاريخي للمنطقة في مجمل تعبيراته المادية واللامادية وجعله في بؤرة اهتمام السياسات التنموية التي تتوخى الاستدامة وتثمين المحيط البيئي والإنساني. وطالب فاعلون ومثقفون بالانكباب على توثيق الذاكرة المحلية للمنطقة وتدوين موروثها الشفوي وتثمين الشواهد المادية التي تختزن ماضيا حافلا. ويقدم مهرجان مرزوكة الذي تنظمه على مدى ثلاثة أيام (من 17 الى 19 أبريل) جمعية التنمية والسياحة، مجموعة فقرات ثقافية وفنية لتنشيط السياحة المحلية وتعزيز الجاذبية الثقافية للمدينة.