انعقد، أمس الخميس، بمقر غرفة التجارة البولونية بفارسوفيا، منتدى اقتصادي بولوني-مغربي بمشاركة رؤساء مقاولات ورجال أعمال من البلدين وذلك بهدف تعزيز المبادلات التجارية الثنائية. وفي هذا السياق أجرى وفد اقتصادي مغربي من غرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير، يقوده رئيس الغرفة سعيد الدور، وبحضور سفير المغرب في بولونيا، يونس التيجاني، مباحثات مع الجانب البولوني همت استكشاف فرص الاستثمار وعقد اجتماعات ثنائية بهدف تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين . ويأتي هذا المنتدى في أعقاب منتدى سابق عقد بمدينة أكادير، خلال دجنبر الماضي ، تحت رئاسة مشتركة لرئيس مجلس الشيوخ البولوني، بوغدان بوروسيفيتيش ورئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله، والذي تميز بالتوقيع على اتفاقية تعاون بين غرفة التجارة البولونية وغرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير تتعلق بتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب وبولونيا. وحسب سعيد الدور، فإن منتدى فارسوفيا يهدف إلى تنفيذ بنود الاتفاق الذي تم توقيعه في أكادير والذي ينص بشكل خاص على تكثيف الاتصالات بين الشركاء الاقتصاديين من البلدين لإعطاء دينامية للمبادلات التجارية التي ما فتئت تسجل ارتفاعا مطردا حيث بلغت قيمتها سنة 2014 حوالي 700 مليون دولار أي بزيادة نسبتها 36 في المائة مقارنة مع سنة 2013. ومن جهته، أعرب نائب رئيس غرفة التجارة البولونية، مارك كلوشكو، خلال افتتاح المنتدى، عن رغبته في تكثيف ومضاعفة الزيارات بين الشركاء الاقتصاديين البولونيين والمغاربة لتعزيز المبادلات التجارية لا سيما وأن البلدين يتوفران على إمكانات اقتصادية كبيرة، معربا أيضا عن إعجابه بحجم الإمكانات الاقتصادية لمنطقة سوس ماسة درعة، خاصة في مجالات الفلاحة والسياحة والبناء والأشغال العمومية . ومن جانبه رحب سفير المغرب في بولونيا، بحضور فاعلين اقتصاديين مغاربة وبولونيين في هذا المنتدى وهو ما يعكس برأيه التزامهم القوي بتعزيز التعاون، معتبرا هذا الملتقى "تجسيدا للإرادة المشتركة في السير يدا في يد من أجل شراكة في صالح الطرفين". واستحضر الدبلوماسي المغربي الاهتمام الذي توليه المملكة إلى إفريقيا في إطار التعاون جنوب -جنوب، داعيا المقاولات البولونية إلى الاستفادة من الخبرة التي راكمها المغرب في القارة بفضل تواجده في مختلف المجالات بها ،لاسيما منها الخدمات المصرفية والاتصالات والبنية التحتية، والصناعة الغذائية واستغلال المناجم. وتابع المشاركون في المنتدى عرضا حول الامكانات الاقتصادية والتجارية والسياحية لمنطقة سوس ماسة درعة والأوراش الهيكلية التي ستتم إقامتها بالمنطقة في أفق سنتي 2022 و 2030. وبالمناسبة دعا سعيد الدور، الذي يشغل أيضا منصب القنصل الفخري لبولونيا في أكادير، المقاولات البولونية العاملة في مجال البناء إلى المشاركة في مشاريع البنية التحتية التي ستشهدها المنطقة، متوقفا في هذا السياق عند مشروع خط السكة الحديدية الذي سيربط بين أكادير والعيون، وشبكة الطرق السيارة في الأقاليم الجنوبية والمرافق الاجتماعية والرياضية التي سيتم تشييدها بالقرب من الملعب الكبير لكرة القدم بأكادير. كما قدم أعضاء الوفد المغربي، عروضا حول المشاريع الهيكلية المخطط لها أو التي توجد قيد الإنجاز على مستوى أكادير الكبرى، خاصة في مجال السكن، والتنمية، والنقل والخدمات اللوجيستية والفلاحة (الخضروات والحوامض). ويعتزم الوفد المغربي، الذي يضم على الخصوص أعضاء من غرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير، والاتحاد العام لمقاولات المغرب والمركز الجهوي للاستثمار، القيام بزيارة اليوم الجمعة للمعرض الدولي للتلفيف بفارسوفيا من أجل عقد لقاءات ثنائية مع شركاء بولونيين.