يوسف شكري فعلها "حزب العدالة والتنمية" وتصدر بفارق كبير نتائج الانتخابات التشريعية بعد أن حصد 80 مقعدا من أصل 288 المحصاة لحد الآن، حسب تصريح وزير الداخلية السيد الطيب الشرقاوي، ليبقى الباب مفتوحا للحصول على مقاعد أخرى من السبعة عشر الباقية في اللوائح المحلية، إضافة إلى ما سيناله الحزب في اللائحة الوطنية التي خُصّص لها 90 مقعدا. فوز، وإن كان متوقعا من طرف البعض، إلا أن أغلب المراقبين رأوا فيه اكتساحا حقيقيا، باعتبار الفارق الكبير بين الحزب المتصدر وأقرب منافسيه، حزب الاستقلال، الذي فاز لحد الآن ب 45 مقعدا حسب نفس التصريح. الخاسر الأكبر في هذه المعركة الانتخابية هو "حزب التجمع الوطني للأحرار" الذي حاز 38 مقعدا، بالرغم من أن الكثيرين كانوا يرون فيه المنافس الأكبر ل"حزب العدالة والتنمية"، والمرشح فوق العادة لحجز مقاعد أكثر في البرلمان المقبل، خصوصا بعد تحالفه مع "حزب الأصالة والمعاصرة"، وأحزاب أخرى، في إطار ما يعرف ب"التحالف من أجل الديمقراطية". لكن يبدو أن رياح التغيير التي هبت على العالم العربي، وركود الحياة السياسية في المغرب لسنين طويلة، قد عطلا مسيرة قطار هذا التحالف، ليختار الناخبون وضع ثقتهم في الإسلاميين المعتدلين لقيادة المرحلة المقبلة. مرحلة صعبة وحساسة في ظل التطورات التي تعرفها المنطقة العربية، وكذا شبح الأزمة الاقتصادية الذي يخيم على العالم. الخطوط العريضة للتحالفات الممكنة كانت قد ظهرت جلية حتى قبل انطلاق الحملة الانتخابية، عندما تبادل قياديون ب"حزب الاستقلال" رسائل الود و"الغزل السياسي" مع قياديين من "حزب العدالة والتنمية". غزل مرّ من التلميح إلى التصريح لمّا أعلن السيد عباس الفاسي نهار اليوم، استعداده للدخول في ائتلاف مع "حزب العدالة والتنمية". وكان السيد عبد الإله بنكيران قد صرح عقب الإعلان عن النتائج الرسمية غير الكاملة انفتاحه على التحالف مع جميع الأحزاب السياسية ماعدا "حزب الأصالة والمعاصرة" الذي "ناصبه العداء منذ نشأته". فبأي لون ستكون الحكومة المقبلة؟ هذا ما ستكشفه خريطة التحالفات على ضوء نتائج الانتخابات وليس الأمنيات، مادامت السياسة هي فن الممكن.