تحدثت وسائل إعلام تونسية منذ ليلة السبت الماضي عن مقتل لقمان أبو صخر زعيم كتيبة عقبة بن نافع الجهادية، والمسؤولة عن عملية متحف باردو التي أودت بحياة 22 شخصا بينهم 21 سائحا أجنبيا. أبو صخر لقى حتفه رفقة ثمانية من زملائه في التنظيم الإرهابي في عملية للقوات الخاصة للحرس الوطني التونسي وُصفت بالنوعية. صفحة "افريقية للإعلام" والتي تعد بمثابة الصفحة الرسمية للجماعة، نشرت صورا للقياديين الذين قتلوا ليلة السبت بقفصة، مؤكدة في التعليق المصاحب لها أنّ ليلة مقتل الإرهابيين انّما هي في الحقيقة " ليلة سعادتهم في الدّنيا وخلودهم في الجنّة". ذات الصفحة نشرت تهديدا وجهته للناطق الرسمي لوزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي بقطع رأسه على يد "داعشي" سيأتي الى تونس من أراضي الدولة الإسلامية، وكأنهم يعلنون بذلك عن فتوى ضمنية بهدر دمه. كما هددت بالقيام بعمليات ارهابية أخرى، معتبرة أن عملية متحف باردو الإرهابية لا تعدو أن تكون جسّا للنّبض فقط. عناصر الجماعة اعلنوا أنهم يعرفون العدد الإجمالي للعتاد العسكري والأمني وحتّى عدد الأمنيين والعسكريين المتمركزين بكل النقاط الأمنية وأيضا هواتفهم الجوالة وأماكن سكناهم. وأشارت الكتيبة أن قطع السلاح المخزّن لديها هو بمعدّل أربع قطع سلاح مع 180 طلقة لكل قطعة لدى كل إرهابي داخل تونس، وأن قوائم الإرهابيين الراّغبين في القيام بعمليّات "استشهادية" والموجودين في تونس بلغ 462 شخصا أي "إرهابيا" وفق آخر تحيين، وهو أضعاف عدد الأهداف المبرمج استهدافها. مصادر إعلامية من تونس شككت في المعطيات السابقة معتبرة الأمر مجرد محاولات يائسة من الجماعة الإرهابية للتخفيف من حدة الضربة التي تلقتها.
وللتوضيح فكتيبة عقبة بن نافع مجموعة جهادية مسلحة تتحصن منذ نهاية 2012 بجبل الشعانبي من ولاية القصرين (وسط غرب) على الحدود بين تونس والجزائر، مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وخططت لإقامة "أول إمارة إسلامية" في شمال أفريقيا في هذا البلد بعد "الثورة" التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس زين العابدين بن علي. وفي شتنبر 2014 أعلنت كتيبة عقبة بن نافع مبايعة تنظيم "الدولة الإسلامية" ودعته إلى التحرك خارج سوريا والعراق. وقالت في بيان آنذاك "الأخوة المجاهدون في كتيبة عقبة بن نافع (..) يدعمون بقوة تنظيم "الدولة الإسلامية" ويدعونه إلى التقدم وتجاوز الحدود وتحطيم عروش الطغاة في كل مكان". ونفذت المجموعة عمليات عديدة ضد عناصر الشرطة والجيش، والذين تحرض على قتلهم وتعتبرهم حسب لغتها "طواغيت"