من دون مقدمات و بإختصار شديد ، يعتبر الكلاسيكو أحلى وأجمل مباراة في كرة القدم على البسيطة. حيث تتقاطع السايسة بالرياضة والتاريخ بالشرف . ويكفي أن نعطي عددا من شأنه أن يؤكد على إنبهار العالم بكلاسيكو الأرض ، فبلغة الأرقام كأس العالم الأخير بالبرازيل تواجد به 700 صحفي للتغطية الإعلامية لمدة شهر ، في حين أن هناك معلومة تقول أنه حتى كتابة هذه الأسطر سيتم نقل أطوار الكلاسيكو من طرف أكثر من 1500 صحفي في يوم واحد فقط. وبصفتي عاشق لريال مدريد سأحاول تقديم الأمور الطكتيكية و الفنية التي من شأنها ضمان الفوز لرجال كارلو أنشلوتي المدير الفني لملوك أروبا ريال مدريد .
سيحل المرينغي ريال مدريد ضيفا، غير مرحب به ، معقل الكطلان الكامب و، في وضعية لاتسر عاشقيه ، نظريا ، بعد الهبوط الملحوظ أداء ونتيجة على الصعيدين المحلي والقاري ، بتفريطه في صدارة الليجا لصالح الغريم التقليدي برشلونة من جهة ومن جهة ثانية بسبب الهزيمة الثقيلة المشينة برباعية في دوري الأبطال أمام الملكي الأزرق الاخر شالكه الألماني في البرنابيو. إلا أن هذه المؤثرات السلبية قد تكون بمثابة الحافز والدافع المعنوي لريال مدريد ، لتحقيق فوز له أبعاد نفسية تكمن في مصالحة الجماهير الوفية من جهة وخطوة كبيرة نحو تحقيق اللقب ، من عقر دار الكطلان ، من جهة ثانية.
ولنيل المراد وإفراح المناصرين وجب على الكتيبة العاصمية المدريدية ، تطبيق 5 أمور رئيسية للظفر بنقاط الكلاسيكو ، الثلالثة ، كاملة :
1) العودة لخطة 4/4/2 : في عالم التدريب يعتبر الرسم الطكتيكي 4/4/2 أكثر الخطط إتزانا داخل رقعة الملعب، وعلى كارلو أنشلوتي الدخول بهذه الخطة لإغلاق كل المنافذ على مفاتيح البارسا وسط الميدان. فمفتاح ظفر الميرينجي بالنقاط الثلاث ، أن يدافع بشكل جيد إنطلاقا من وسط الملعب الذي يعتبر قوة الفريق الكطلوني. فاللعب بخطة هجومية ، 4/3/3 ، ستكون مخاطرة وستفتح المجال للبارسا بضرب دفاعات المرينغي بهجمات مضادة خاطفة بقيادة نجمهم ليونيل ميسي.
2) تطبيق خطة " القفص " ضد ميسي :
هناك قاعدة مشهورة في عالم الحروب والإستعمار ، فرق تسد ، مبنية عن زرع الفتن وتفرقة جهود الممانعة عن طريق تكبيل القادة وملهمي الثورات والحركات التحررية. ونفس المنطق يمكن إسقاطه على عالم كرة القدم ، فلكي تفوز على فريق ما يكفي أن تحاصر نجمه ومفتاح لعبه الأول. إذن ومن هذا المنطلق فإن أراد أنشلوتي أن يخرج فريقه فائزا من ميدان الغريم ، فعليه أن يشل حركة البرغوث ميسي ومعه ستنتهي حركية البارسا. فيجب محاصرة ميسي بكل من مارسيلو من الأطراف والصخرة راموس من العمق وخنقه في المساحات الأمامية من منتصف ملعب البارسا بواسطة طوني كروس ، بالإضافة بتكليف بنزيما بأدوار دفاعية متقدمة تكمن في الضغط على لاعب الوسط الأول " ماسكيرانو أو بوسكيتس " وإعلام المدافع البرتغالي بيبي مسؤولا عن سواريز ، ومراقبة أربيلوا لنيمار . وعموما خطة القفص تعتمد على توقيف مفتاح البارسا الأول ميسي ، إذ يتعين على منظومة الريال الدفاعية احتواء ميسي عن طريق الضغط عليه باستمرار وإغلاق مساحات الرؤية أمامه وقطع وسائل الاتصال بينه وبين زملائه، ولكن في نفس الوقت عدم إغفال مراقبة بقية لاعبي برشلونة لأن ميسي ليس وحده القادر على التسجيل وهز شباك كاسياس .. معادلة صعبة بكل تأكيد ولكن إن نجح فيها الريال سيخطو خطوة كبيرة نحو النقاط الكاملة.
3) مراقبة القادمين من الخلف: من يتابع أهداف برشلونة في الاونة الأخيرة يستنتج مدى اعتماد البرسا على القادمين من الخلف لاستقبال التمريرات العرضية من جانب ليونيل ميسي التي يجيدها بشكل استثنائي، ومن هذا المنطلق، فإنه يتعين التنبيه على عناصر الميرينجي بمراقبة راكيتيتش وألبا وعدم السماح لهم بمخادعة أربيلوا أو كاربخال واستقبال كرات ميسي من خلفه.
4 ) الصبر على إنهاء الهجمة: من بين الأمور التي أدت لتراجع الصبيب التهديفي للمرينغي ريال مدريد في الفترة الأخيرة ، التسرع في إنهاء الهجمة والرغبة السلبية في التسجيل في أقرب وقت. فحينما يتحكم ريال مدريد ب الكرة ويقوم ببناء الهجمة، يتعين عليه ألا يتعجل في إنهائها بكرة عرضية كعادته في الفترة الأخيرة، يجب على عناصر الملكي الصبر على الهجمة إلى حين إيجاد ثغرة في دفاع البرسا، لماذا؟ لأن منظومة برشلونة الدفاعية تتكون فقط من خطي الدفاع والوسط حيث لا يعود نيمار وميسي للخلف كثيراً لمساندة الدفاع، وبالتالي لو صبر الريال على هجماته إلى حين إيجاد الثغرة المناسبة للدخول منها عن طريق تدوير الكرة بسرعة بين أرجل لاعبيه، فإنه سيسبب إزعاجاً هائلاً لدفاعات البلاوجرانا وسينجح في التسجيل لا محالة.
5) اللعب للفريق وليس لرونالدو!: هذه مسألة مهمة يجب على المدرب واللاعبين الإنتباه إليها جيدا ، في عديد من المباريات يكون بإمكان الريال الخروج منتصرا بنتيجة عريضة لو تم التخلص نوعا ما من قدسية رونالدو.
فهذه خاصية من شأنها تحقيق نتيجة الفوز في موقعة الأحد، إذ يجب على عناصر ريال مدريد وأولهم كريستيانو رونالدو أن يلعبوا من أجل الفريق وليس من أجل أن يسجل الدون ويصير كبير هدافي الليجا. فالألقاب الجماعية أحلى وأحسن خاصة إذا كانت في عقر دار الغريم برشلونة. وعلى العموم ، فالكاريزما وإستحضار ثوب البطل وإسترجاع " ADN " العاشرة ( La Decima ) عوامل كافية للإطاحة بالكطلان والإنفراد من جديد بصدارة الليغا ، صدارة ستمكن البلانكوس ريال مدريد من تحقيق اللقب المحلي بنسبة كبيرة وإعطاء دفعة معنوية كبيرة للفوز باللقب 11 من دوري أبطال أروبا. Hala Madrid