دخل النزاع في سوريا اليوم الأحد عامه الخامس بحصيلة بشرية كبيرة وكارثة إنسانية متفاقمة ونظام متمسك بالسلطة ومستمر في قمعه الوحشي في مواجهة مجموعات مسلحة مشتتة من المعارضة. أما الأسرة الدولية، فهي منشغلة بفظائع تنظيم "الدولة الإسلامية". وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحرب أسفرت عن سقوط 215 ألف قتيل منذ بدء الحركة الاحتجاجية على نظام بشار الأسد في 15 آذار/مارس 2011. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "أحصينا 215 الفا و518 قتيلا خلال أربع سنوات من الحرب بينهم 66 ألفا و109 مدنيون". وبين القتلى عشرة آلاف و808 أطفال، 39 ألفا و227 من مسلحي المعارضة وبينهم المقاتلين الأكراد السوريين. أما قوات النظام، فقد خسرت 46 ألفا و138 جنديا و30 ألفا و662 من قوات الدفاع الوطني، إلى جانب 674 من مقاتلي "حزب الله" اللبناني الشيعي و2727 مقاتلا شيعيا جاءوا من دول أخرى. ودانت منظمات غير حكومية دولية هذا الأسبوع "فشل" حكومات العالم في إيجاد مخرج للحرب. وصورة التظاهرات السلمية التي بدأت في 15 آذار/مارس 2011 انتهت منذ فترة طويلة. فالحراك ضد النظام تعسكر في مواجهة القمع إلى أن تحول حربا معقدة بين القوات السورية ومختلف المجموعات المسلحة المعارضة وتنظيمين جهاديين إحدهما تنظيم "الدولة الإسلامية". أما الجهود الدبلوماسية فتراوح مكانها بعد جولتين من المفاوضات بين النظام والمعارضة لم تسفرا عن أي نتيجة تذكر. وقد تخلى موفدان خاصان عن مهمتهما بينما يحاول الثالث من دون جدوى التوصل إلى تجميد القتال في حلب كبرى مدن الشمال السوري. ويثير عجز الأسرة الدولية عن وقف حمام الدم شعورا بالمرارة والتخلي لدى السوريين الذين يواجهون بحسب الأممالمتحدة "أخطر وضع إنساني طارئ في عصرنا"، وفر نحو أربعة ملايين شخص من سوريا، لجأ أكثر من مليون منهم إلى لبنان. وداخل سوريا نفسها هناك أكثر من سبعة ملايين نازح بينما يعيش نحو ستين بالمئة من السكان في الفقر. وقد دمرت البنى التحتية مما أدى إلى نقص حاد في الكهرباء والمياه وحتى المواد الغذائية في المناطق المحاصرة. وبالرغم من الاستياء الدولي، فإن الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال وربما أكثر من أي وقت سبق متمسكا بالسلطة. وتعزز قواته من سيطرتها على ضواحي العاصمة دمشق ومدينة حلب، من بين آخر معاقل المجموعات المعارضة. ومجموعات المعارضة المسلحة تلك تبدو مشتتة أكثر من أي وقت مضى إذ أضعفها التفوق العسكري للقوات النظامية التي تستهدفها بالبراميل المتفجرة وتتلقى الدعم من حلفاء من الخارج مثل "حزب الله". أما الدول الغربية التي طالبت برحيل الأسد عن السلطة في العام 2011 فأصبحت اليوم أقل حدة تجاهه إذ انشغلت بصعود تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي ينظر إليه اليوم على أنه التنظيم "الإرهابي" الأكثر خطورة والأكثر تمويلا في العالم. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال بوضوح إن أولوية واشنطن اليوم هي الإطاحة بهذا التنظيم. وفي محاولة جديدة من أجل التوصل إلى حل سياسي، تنظم موسكو، حليفة الأسد، في نيسان/أبريل جولة جديدة من المحادثات، المشكوك بنتائجها، بين ممثلين عن النظام في دمشق وآخرين عن جزء من قوى المعارضة.