أعلنت الأممالمتحدة، أول أمس الخميس، أن أكثر من 93 ألف شخص قتلوا منذ بداية النزاع في سورية، مشيرة إلى أن تجنيد الأطفال في النزاع القائم وتعرضهم للتعذيب أودى بحياة 6500 طفل على الأقل. مقاتلون في سوريا منهمكون في إطلاق النار (خاص) حسب تقرير الأممالمتحدة، سجل العدد الأكبر من القتلى في ريف دمشق حيث بلغ 17 ألفا و800 قتيل. كما قتل في حمص أكثر من 16 ألفا و400 شخص. وبلغ عدد قتلى مناطق حلب 11 ألفا و900 شخص. وقالت المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي إن المجازر مستمرة على مستويات كبيرة وتسجل أكثر من خمسة آلاف وفاة شهريا، منذ يوليوز الماضي، كما لقي نحو 27 ألفا آخرين مصرعهم منذ الأول من دجنبر العام الماضي"، مؤكدة أن العدد الحقيقي للقتلى قد يكون أكبر من ذلك بكثير. ودعت بيلاي المتنازعين إلى إعلان وقف فوري لإطلاق النار قبل أن يقتل أو يجرح آلاف آخرون، لافتة إلى أن معظم القتلى الذين وثقتهم الأممالمتحدة هم من الرجال، لكن الخبراء لم يتمكنوا من الفصل بين المقاتلين والمدنيين. وفي موضوع متصل، اتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقرير القوات النظامية السورية بتعذيب الأطفال، كما اتهم مقاتلي المعارضة بتجنيد الأطفال في الحرب الأهلية في البلاد. وصدر التقرير الأربعاء إثر زيارة المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأطفال والصراع المسلح سورية ليلى زروقي في دجنبر الماضي. وقال التقرير إن آلاف الأطفال في سورية قتلوا في العنف "في حين شاهد آلاف آخرون أفرادا من عائلاتهم وهم يقتلون أو يصابون". وقال بان إن التعذيب وانتهاكات حقوق الأطفال المتهمين بأن لهم صلات بمقاتلي المعارضة يمثل اتجاها يبعث على الانزعاج. وأضاف "هناك عدد من الروايات عن عنف جنسي ضد صبية للحصول على معلومات أو اعتراف من جانب قوات الدولة وهم في معظمهم أعضاء بأجهزة مخابرات الدولة والقوات المسلحة السورية لكن لا يقتصر ذلك عليهما". وقال بان "الأطفال المعتقلون عانوا أساليب للتعذيب مشابهة أو مطابقة لتلك التي يتعرض لها البالغون بما في ذلك الصدمات الكهربائية والضرب المبرح واتخاذ أوضاع مهينة وتهديدات أو أفعال للتعذيب الجنسي". واتهم تقرير الأممالمتحدة في المقابل جماعات المعارضة المسلحة باستخدام أطفال تتراوح أعمارهم في العادة من 15 إلى 17 عاما في القتال والقيام بأدوار لمساندة المقاتلين مثل نقل الأغذية والمياه وتعبئة خراطيش الذخائر. وفي محافظة دير الزور شرق سورية، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء المنصرم، أظهرت أشرطة فيديو وضعها المرصد على يوتيوب المجموعة المتشددة وهي تحتفل، بعد مهاجمة منازل لشيعة يعتقد أنهم يقاتلون إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، في قرية حطلة في دير الزور. ويظهر الشريط قرابة 12 مسلحا في باحة منزل، حيث وضعت جثة واحدة على الأقل وعليها غطاء أصفر اللون. ويقوم أحد المسلحين بكشف وجه الجثة، ليظهر وجه شاب مصاب بطلق ناري في الرأس. ويسمع المصور يقول كلاما مسيئاً بحق الطائفة الشيعية. كما يسمع صوت مصور أحد المقاطع وهو يقول "لواء الصادق الأمين يستعد لاقتحام بيوت الشيعة الموالين لنظام الأسد". ويوجه أحد المسلحين، وهو ملتح يرتدي ملابس سوداء ولف رأسه بعصابة كتب عليها "لا اله إلا الله محمد رسول الله"، نداء إلى السنة في الكويت، قائلا "نحاججكم يوم الله، انصروا دينكم". وفي شريط ثان، يظهر قرابة 10 مسلحين يرفعون رشاشاتهم في الهواء، بينما يسمع المصور يقول "تم رفع راية لا إله إلا الله فوق بيوت المرتدين الشيعة، على يد الأبطال الأشاوس مجاهدي دير الزور". وعلى وقع هتافات "الله اكبر" وإطلاق النار في الهواء، يقول المصور إنه تم حرق جميع بيوت "المرتدين"، بينما تظهر في الخلفية بعض المنازل وهي تحترق.