كل 8 مارس أتساءل ، جاهدا عن هذا اليوم، الذي صار عيدا على ذمة المرأة وأتذكر تلك العبارة التي علقت بلساني المجزوءة من عبث " جسدي حقوقي"، عبارة تافهة سيطرت على ذهني لفترة حتى صرت أرددها في صمت من أجل أن ندرك معناها ، وهل حق المرأة في جسدها؟ بالتأكيد لا، ثمة ما هو أعمق وأقوى من " الشعارات"، ، روعة المرأة أن حقوقها لاتعد ولا تحصى، النساء يختلفن ، ومكان الاديولوجيا يختلف ، والتماثل في القيم يمنح للآخر المستعير رائحة الموت قبل أن يعفنه، حتى ولو كان كاذبا وتحايلا. قد يحدث أن نستعير مفاهيم مشوقة وبالغة الجاذبية تتحرك في أذهاننا وقادرة على افتتاننا، ونرددها باندفاع وهذيان صوفي، وننسى بكل بساطة أننا دخلنا عالما غريبا مرآته لاتعكس وجوهنا الذي لم تفهمه المنظمات والحركات النسائية أن الفقر الحقيقي هو ، في الواقع، فقر في التبصر وفهم كينونة المرأة في تربتها ، وفي " فهم " عاطفتها" ، وتذوق طعمها المثير ، لا بشعارات تنادي بحماقات مغلقة بالإنسانية الخفية والمعلنة ، هل فكرتن في نساء مرمية باحترام على الرصيف، تعاني التشرد وفقدان الكرامة، وأُخر عيونهن مملوءة بالجوع وجلودهن مطلية بتعب الحياة، لا تعرف هذا التاريخ .. ورغم ذلك، لم تمل من الحياة الموجعة للقلب . 8 مارس يخنق المرأة في جلباب المعاصرة ، وموضة سنوية ، يكررونها ، "دَلالي الحداثة "، بغباء لاعلاج له، وبحيل لا رائحة لها، جعلت المرأة مزيجا من الخوف والعدم والضآلة ، على ألمرأة أن تنظر في مرآت ذاتها، وتؤمن بالقيم التي نشأت عليها، أما القيم الجديدة التي يهتفن بها أصحاب المقاعد المكيفة قريبة إلى الجهل والاحتقار . رحم الله الجابري يوم قال:" الحداثة يجب أن تتحدد في ضوء معطيات واقعنا الراهن، إنها قبل كل شيء، العقلانية والديمقراطية. والتعامل العقلاني النقدي، مع جميع مظاهر حياتنا ، هو الموقف الحداثي الصحيح".