لجأت مجموعة من الأحزاب السياسية إلى حرب المواقع الإلكترونية، من أجل التضييق على خصومها السياسيين إبان الحملة الانتخابية التي شارفت على نهاية أسبوعها الأول. واكتفت بعض الأحزاب بوضع رموزها بهذه المواقع حتى لا تضيع عليها فرصة التعريف بشعارها الانتخابي، في حين وضعت بجانبها مقاطع فيديو وصور للتشهير بعدد من المرشحين، من الأسماء القيادية في أحزاب أخرى، كما وقع مع قادة التحالف من أجل الديمقراطية (جي 8)، إذ أظهر فيديو تناقلته مواقع مقربة من أحزاب سياسية، أو على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي لهذه الأحزاب، أمين عام الأصالة والمعاصرة، محمد الشيخ بيد الله، يجر خلفه رئيس التجمع الوطني للأحرار، صلاح الدين مزوار، الذي يجر بدوره عربة جلس فيها باقي أعضاء التحالف. من جهة أخرى، نقلت صور أخرى على مواقع إلكترونية ينشطها مقربون من أحزاب سياسية، المشاكل التي تعترض بعض المرشحين، بينهم وزراء، خلال حملاتهم الانتخابية الجارية استعدادا لاستحقاقات 25 نونبر، والطريقة التي يديرون بها حملاتهم الانتخابية، فيما استعملت تقنيات لصناعة بعض مقاطع فيديو تم تركيبها قصد التأثير على الناخبين، سيما من خلال إظهار مرشحين، من طينة وزراء أو أمناء عامين لأحزاب سياسية، كما هو الشأن بالنسبة إلى قيادة التحالف الحزبي الثماني، وذلك في شكل رسوم كارتونية، تحمل رسائل واضحة عن طبيعة التحالف ومن يسيره ويجره إلى أن يكون القوة السياسية الأولى بعد الانتخابات. بالمقابل، احتلت أحزاب محدودة شبكة من المواقع الإلكترونية إبان الحملة الانتخابية، واقتصر الأمر أساسا على نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي، المحسوبين على أحزاب الاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية، ينضاف إليهم بعض الداعين إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية برمتها، فيما اكتفت أحزاب أخرى بتحسين خدمات مواقعها الإلكترونية الرسمية، وعرض برامجها الانتخابية ووكلاء لوائحها الانتخابية، فيما قدمت بعض الأحزاب حصيلة فريقها النيابي بمجلس النواب خلال الولاية التشريعية الماضية، ورقة إضافية لاستمالة أصوات الناخبين. وفي سياق الحرب الإلكترونية التي تستعر مع اقتراب يوم التصويت، ابتدع وزراء في حكومة الفاسي، مواقع شخصية خاصة بهم، في حين اقتصر حضور باقي الوزراء الذين يخوضون انتخابات مجلس النواب، على المواقع الرسمية لأحزابهم، بسبب مخاوف من قرصنة هذه المواقع الشخصية وتحويلها إلى وسيلة لمهاجمتهم من خلال اختراقها بأسماء مستعارة. واستلهمت بعض الأحزاب، التي تتنافس على الرتب الأولى في الانتخابات التشريعية، شعارات حركة 20 فبراير، ووضعتها على صدر صفحات مواقعها الإلكترونية أو على شبكات التواصل الاجتماعي، شعارات من قبيل بناء مغرب الكرامة وإسقاط الفساد، وهي محاولة لاستقطاب فئة محدودة من الناخبين تأثرت بهذه الشعارات.